قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: ((روى ابن أبي حاتم بسنده إلى سعيد بن جبير عن ابن عباس في قول الله تعالى: {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم} قال: هم ذرية المؤمن يموتون على الإيمان، فإن كان منازل آبائهم أرفع من منازلهم الحقوا بآبائهم ولم ينقصوا من أعمالهم التي عملوها شيئا)) انتهى.
وقال تعالى في سور البقرة: {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين} يعني أن الله امتحن إبراهيم بأوامر أمره بها فامتثل أمر ربه وعمل بما أمره به على سبيل الوفاء والتمام، فشكر الله له ذلك وجعله إماماً للأنبياء من بعده يقتدون به وجعل في ذريته النبوة والكتاب وآتاه أجره في الدنيا، فلما رأى هذه الكرامة إبراهيم سأل الله لذريته أن يمنحهم مثل ذلك من النبوة والإمامة في الدين، فاستجاب الله دعاءه وأخبره أن من ارتكب الظلم الأكبر وهو الشرك بالله أو الظلم الأصغر وهو التعدي لا تناله تلك الكرامة وهي الإمامة، كما قال تعالى في سورة الصافات: {وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين} . قال البيضاوي: (( {وباركنا عليه} وعلى إبراهيم في أولاده