دون التذكير، والله أعلم] (?) .
(أمرًا) : المقصود شأن ذو بال، فإن من السحر ما يؤثر في القلوب والعقول والأبدان؛ فيُمرِض ويقتل ويُذهِل فيُذهِب باللبّ، ويفرّق بين المرء وزوجه، ويحبّب بين اثنين أو يأخذ أحدهما عن الآخر.
(خارقًا) : المعنى حصول أمر بخلاف ما عُهِد حصولُه، وفيه إثبات حقيقة تأثير السحر، لا أنه مجرد تمويه وتخييلات، [ولا يُستنكر في العقل أن الله سبحانه وتعالى يخرق العادة عند النطق بكلام ملفّق، أو تركيب أجسام، أو المزج بين قوى على ترتيبٍ لا يعرفه إلا الساحر، وإذا شاهد الإنسان بعض الأجسام منها قاتلة كالسُّموم، ومنا مُسقِمة كالأدوية الحادّة، ومنها مُضِرّة كالأدوية المضادّة للمرض، لم يستبعد عقله عندئذٍ أن ينفرد الساحر بتعلّم قُوىً قتالةٍ أو كلام مُهلِك أو مؤدٍ إلى التفرقة] (?) .
وهنا مسألتان:
الأولى: إذا جاز خرق العادة على يدي الساحر، فبمَ يقع الفرق بينه وبين النبيِّ الصادق؟ والجواب: أن العادة تنخرق على يد النبيِّ والساحر، والفرق أن النبيَّ عليه السلام يتحدى بها ويُعجز بها الخلقَ فتدلّ على صدقه؛ والساحر لا يتحدى بها ولا يستعجز بها الخلق، ولو تحدى بها لم تنخرق له] (?) .
والثانية: هل إن خرق العادة بإتيان الساحر سحره، لازم الحصول؟
[الحق أن السحر مع كونه أمرًا خارقًا للعادة إلا أنه مسبَّبٌ عن سبب معتادٍ كونُه عنه] (?) ، والمعنى: أن السحر هو علم بأمر عادي يتوصل إليه