بالسماح للسحرة بفعل هذا الضرّ، إنما يوقع الله تعالى - بمشيئته العامة وسُنّته الكونية - هذا الضرّ على المسحور عند مباشرة الساحر سحره، فتنة للساحر وابتلاءً للمسحور.
5- ... أن جُلّ مَن صدّق بالسحر وتعلّمه من الشياطين، وعمل به هم من أحبار يهود ومن تبعهم، ثم إنهم بعدها نسبوه زورًا وبهتانًا إلى نبي الله سليمان عليه السلام.
6- ... أن ما يرويه بعض المفسّرين في قصة الملكين هاروت وماروت لا أصل ثابت له، وإنما هو من أكاذيب بني إسرائيل، فلا يعوّل عليه، وقد أنكره ثقات الأئمة، وعلماء الإسلام.
7- ... أن السحر ضرٌّ محض، فهو يضرّ متعلِّمه في دينه، ولا ينفعه في معاده، بل هو يمحق نصيبه في الدار الآخرة، وإن كان حال السحرة أنهم يتكسّبون بسحرهم في الدنيا.
8- ... أن السحر يؤثر بعلة عادية وليس إتيانه سببًا مولِّدًا مُوجِبًا لحدوث أثره، فقد يحدث أثره وقد لا يحدث، وقد يمكن إبطاله ابتداءً بوجود مانع محصِّنٍ من أذكار ورقى مشروعة، وانتهاءً بما شرع من طرق إبطاله.
9- ... أن السحر علم مكتسب يمكن أن يحوزه كل من ارتضاه - من أراذل الناس - لذا كان من الممكن إبطاله ومعارضته بسحرٍ مثله، وهذا من أجلّ الحكمة التي لأجلها أنزل هذا العلم على الملكين ببابل هاروت وماروت، ذلك أن السحرة كثروا في ذلك الزمان واستنبطوا أبوابًا غريبة من السحر، وكانوا يدّعون النبوة، فعلّم الملكان من أبى من الناس إلا التعلُّمَ، علّماه أبوابًا من السحر، حتى يتمكنوا من معارضة أولئك الكذابين مدّعي النبوة، وإظهار زيفهم للناس.
10- ... أن السحر - مع كونه أمرًا خارقًا - إلا أن الساحر لا يبلغ بسحره ما يكون من عظيم آيات الرسل عليهم السلام، فلا يكون بأثر السحر