إن الثروة الهائلة في الشباب تستبق إليها مُستغرَبات من الثقافة من كل حَدَب وصوب، وتقف كثير من مجتمعاتنا - للأسف البالغ - موقف المتفرج العاجز عن التكيف مع الثقافات المستجدة، بما عطّل بشكل كبير دور الشباب في الإنتاج والرقي بالمجتمع،، ووجد كثير منهم نفسه بين خيارين أحلاهما مرّ، فبين الحَجْر على تفكيره وإلزامه العادات التي ما أنزل الله بها من سلطان، وبين دائرة الوارد عليه من سموم الأفكار وشائن السلوك، فأضحى كثير منهم فريسةَ هذا التناقض بما أوقعه في دائرة الفراغ القاتل، فتوجّه بعدها إلى ما يخطر ببالك وما لا يخطر، فتارة للخلاعة وطورًا لمخدرات، وثالثة لسحر وشعوذة، ورابعة لأفكار هدامة لبست لبوس الإسلام واحتجبت بستاره وظن أهلها أنهم يحسنون صنعًا.
إن ما يعنينا من ذلك كله أن نُشخِّص توجُّه بعض الشباب إلى مسارح الشعوذة، وخلوات السحرة، ومعابد الشياطين الفجرة، نعم لقد وجد في بعض مجتمعات المسلمين من الشباب من يقيم قداسًا أسود يتقرب فيه إلى الشيطان بفض بكارة عذراء، أو بتعذيب طفل، وشرب من دمه، أو بممارسة شتى أنواع الرذيلة، بل والاستهزاء بالأديان كافة، ثم تعدى تلك الغرفات المظلمة التي تقام فيها هذه الطقوس الفاجرة، تعداها إلى حرمة القبور، لتُنبش ويُعبث بعظام أهلها، ثم تُرتكب الفواحش عندها (?) !!
هذه الجماعات الهدّامة - التي لم يعد أمرها خافيًا - قد عظّم قوم من شأن خطرها على الدين، وادّعى بأنها ستكون معول هدم يفتّ في عضده