قال: ((المؤمن منفعة إن ماشيته نفعك، وإن شاورته نفعك وإن شاركته نفعك، وكل شيء من أمره منفعة)) رواه السيوطي في (الجامع الصغير) في الجزء الثاني ص185 وروى البيهقي بسنده عن مكحول مرسلًا، أي: حديث مرسل أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((المؤمنون هينونَ لينونَ، كالجمل الأنف إن قِيْدَ انقَادَ، وإذا أُنيخَ على صخرةٍ استَنَاخَ)).

وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((المؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم)) رواه أحمد، والترمذي، وابن ماجه، والبخاري في الأدب المفرد، قال ذلك السيوطي في (الجامع الصغير) الجزء الثاني ص185.

ولقد ذكرنا سابقًا أن من أثر الإيمان أن يشيع الحياء في المجتمع، وسنقف وقفة مع حديث الحياء. روى البخاري بسنده عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((الإيمان بضع وستون شعبة والحياء شعبة من الإيمان وفي رواية الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان)).

إن الحياء خلق كريم يدعو إلى فعل الطيبات، والبعد عن المنكرات، خلق يبعث على فعل الفضائل، والتحلي عن الرذائل؛ ولهذا دعا -صلى الله عليه وسلم- إليه في أحاديث كثيرة غير هذا الحديث من هذه الأحاديث أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((مر على رجل يعظ أخاه في الحياء فقال له -صلى الله عليه وسلم-: دعه؛ فإن الحياء لا يأتي إلا بخير)) وفي رواية: ((الحياء خير كله)).

وجاء في الحديث أيضًا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن لكل دين خلقًا، وخلق الإسلامِ الحياء)) وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015