قال تعالى في سورة البقرة: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} (البقرة: 285).
أما الحديث: فروى الإمام مسلم في (صحيحه) بسنده عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: ((بينما نحن جلوس عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يُرَى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأسند ركبتيه إلى ركبتي النبي -صلى الله عليه وسلم- ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد، أخبرني عن الإسلام؟ فقال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الإسلام أن تشهد ألا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا قال: صدقت. قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال: فأخْبِرْنِي عن الإيمان؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره، قال: صدقت، قال: فأخبرني عن الإحسان؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه؛ فإن لم تكن تراه؛ فإنه يراك قال: فأخبرني عن الساعة؟ قال -عليه الصلاة والسلام-: ما المسئول عنها بأعلم من السائل، قال: فأخبرني عن أماراتها -يعني علاماتها- قال له -عليه الصلاة والسلام-: أن تلد الأمة ربتها، وفي رواية: "ربها" وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان، قال: ثم انطلق، فلبثت مليًّا، ثم قال لي: يا عمر أتدري من السائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم قال: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينك)).
وبسنده عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: ((كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومًا بارزًا للناس، فأتاه رجلًا فقال: يا رسول الله ما الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه وكتابه ولقائه، ورسله، وتؤمن بالبعث الآخر، قال: يا رسول الله ما الإسلام: قال: