وبسنده عن أبي مالك عن أبيه أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((من وحّد الله)) ثم ذكر الحديث بمثله.
فمجموع هذه الروايات تبين: أن الإيمان عقيدة وعمل، وأن كلمة التوحيد لا بد أن تكون مقرونة بشهادة: أن محمد رسول الله، وأن هذه الكلمة لها حقوق، فإن على من يقولها أن يقيم الصلاة، وأن يؤتي الزكاة، وأن يصوم رمضان، وأن يحج البيت إن استطاع إليه سبيلا، هذا هو حق لا إله إلا الله محمد رسول الله؛ أي أن العقيدة الصحيحة من حقها الأعمال الصالحة، وأول هذه الحقوق: الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج ... وبقية شعائر الإسلام.
متعلقات الإيمان:
الإيمان له متعلقات لا بد أن يقوم بها المؤمن جاءت هذه المتعلقات في آخر سورة البقرة، وفي حديث جبريل وسؤالاته للنبي -صلى الله عليه وسلم- هذه المتعلقات ست، أربعة ذكرت في سورة البقرة واثنتان ذكرتا في حديث جبريل بسؤاله النبي -صلى الله عليه وسلم- ففي سورة البقرة أعلنت الآية قبل الأخيرة من سورة البقرة: أن من أركان الإيمان الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله: أربعة.
والحديث صرّح باثنتين زائدتين هما: الإقرار بالبعث: أن يوقن المؤمن بأن هناك يوم آخر هو يوم البعث والحساب والنشور، ثم الإيمان، والإذعان بالقضاء والقدر، فهذه هي الأركان الستة، والمتعلقات الستة للإيمان.
هذه المتعلقات هي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله جاءت في الآية الكريمة، ويزاد على ذلك الإيمان بالقدر خيره وشره، حلوه ومره والإيمان بالساعة وعلاماتها.