وجاء في قصة هود - عليه السلام - أيضًا أنه أعلن على قومه أنه قام بالنصيحة لهم وكان أمينًا معهم؛ قال تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ} (الأعراف: 67، 68).
وها هو رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه ينصح موسى - عليه السلام - بالخروج من المدينة؛ لأن الملأ - أي علية القوم - يأتمرون به ليقتلوه؛ فنصحه بالخروج من المدينة، وأخبره بأنه لهم من الناصحين، وعمل موسى بنصيحته فنجاه الله -سبحانه وتعالى- قال تعالى: {وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنْ النَّاصِحِينَ} (القصص: 20).
وإخوة يوسف - عليه السلام - قالوا لأبيهم: إنا من الناصحين ليوسف فأعطاه لهم، وكان ما كان منهم مع يوسف - عليه السلام - قال تعالى: {قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ * أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (يوسف: 11، 12).
فالنصيحة خلق كريم دعت إليه كل الشرائع، وجاء على لسان كل الرسل، وأكد عليه القرآن الكريم ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أحاديثه الشريفة، بل جعله من حقوق المسلم على أخيه المسلم؛ قال -صلى الله عليه وسلم- كما رويت الحديث سابقًا قال: ((حق المسلم على المسلم خمس؛ أن يعوده إذا مرض، وأن يشيعه إذا مات، وأن يسلم عليه إذا لقيه، وأن يشمته إذا عطس، وأن يجيبه إذا دعاه)) وفي رواية صحيحة حق المسلم على المسلم ست زاد فيها؛ ((وأن ينصحه إذا استنصحه)).
وإليكم ما كتبه الأستاذ عبد الرحمن حسن حبنكة في كتابه القيم (الأخلاق الإسلامية وأسسها) في بيان حقوق المسلمين بعضهم على بعض في الجزء الثاني ص214 قال: تحت عنوان؛ في حقوق المسلمين بعضهم على بعض، والحث على دعم أواصر الجماعة: