وأمي؛ أي شيء كمر البرق. قال: ((ألم تروا كيف يمر ويرجع في طرفة عين؟، ثم كمر الريح، ثم كمر الطير، وشد الرجال تجري بهم أعمالهم، ونبيكم قائم على الصراط يقول: رب سلم سلم، حتى تعجز أعمال العباد، حتى يجيء الرجل لا يستطيع السير إلا زحفًا، وفي حافة الصراط كلاليب معلقة مأمورة بأخذ من أمرت به فمخدوش ناج ومكودس في النار، والذي نفس أبي هريرة بيده إن قعر جهنم لسبعون خريفًا)). رواه مسلم.
قوله: ((وراء وراء)) هو بالفتح فيهما وقيل بالضم بلا تنوين، ومعناه لست بتلك الدرجة الرفيعة، وهي كلمة تذكر على سبيل التواضع.
وعن أبي خ ُ بيب بضم الخاء المعجمة عبد الله بن الزبير بن العوام - رضي الله عنهما - قال: لما وقف الزبير يوم الجمل - يعني يوم وقعة الجمل - دعاني فقمت إلى جنبه، فقال: يا بني إنه لا يقتل اليوم إلا ظالم أو مظلوم، وإني لأراني إلا سأقتل اليوم مظلومًا، وإن من أكبر همي لديني - الديون التي كانت عليه لأنه كان يتاجر ويتداين رغم أن أمواله كثيرة إلا أن التجارة فيها أمور متداخلة، وفيها ديون كثيرة - فيقول الزبير: وإن من أكبر همي لديني، أفترى ديننا يبقي من مالنا شيئًا - يعني أنه مال كبير فلا يبقي من ماله شيئ ً ا.
ثم قال: يا بني بع ما لنا واقض ديني، وأوصى بالثلث وثلثه لبنيه - يعني لبني عبد الله بن الزبير ثلث الثلث - قال: فإن فضل من مالنا بعد قضاء الدين شيء؛ فثلث هـ لبنيك، قال هشام وكان بعض ولد عبد الله قد وازى بعض بني الزبير خبيب وعباد وله يومئذ تسعة بنين وتسع بنات، قال عبد الله: فجعل يوصيني بدينه ويقول: يا بني، إن عجزت عن شيء منه فاستعن عليه بمولاي قال: فوالله ما دريت ما أراد حتى قلت: يا أبت من مولاك؟ قال: الله، قال: فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت: يا مولى الزبير اقض عنه دينه، فيقضيه الله تعالى ".