ليالي، ثم خطبها النبي -صلى الله عليه وسلم- فأنكحتها إياه فلقيني أبو بكر، فقال: لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة، فلم أرجع إليك شيئًا فقلت: نعم، قال: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت علي إلا أني كنت علمت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ذكرها فلم أكن لأفشي سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولو تركها النبي -صلى الله عليه وسلم- لقبلتها" رواه البخاري.

ومعنى تأيمت، أي: سارت بلا زوج، وكان زوجها توفي -رضي الله عنه- وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ((كنا أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- عنده فأقبلت فاطمة -رضي الله عنها- تمشي ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئًا فلم رآها رحب بها وقال: مرحبًا بابنتي ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم سارها فبكت بكاء شديدًا فلم رأى جزعها سارها الثانية فضحكت فقلت لها خصك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من بين نسائه بالسرار -يعني: بالأسرار- ثم أنت تبكين، فلم قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سألتها ما قال لك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالت: ما كنت أفشي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سرًّا، فلما توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قلت: عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما حدثتني، ما قال لك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أما الآن فنعم -لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- توفي، وأصبح الأمر لا يكون سرًّا- أما حين سارني في المرة الأولى؛ فأخبرني أن جبريل كان يعارضه القرآن في كل سنة مرة أو مرتين وأنه عارضه الآن مرتين، وإني لا أرى الأجل إلا قد اقترب؛ فاتقي الله واصبري فإنه نعم السلف أنا لك فبكيت بكائي الذي رأيت، ولما رأى جزعي سارني الثانية وقال: يا فاطمة، أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين، أو سيدة نساء هذه الأمة؟ فضحكت ضحكي الذي رأيت)). متفق عليه وهذا لفظ مسلم.

وعن ثابت عن أنس -رضي الله عنه- قال: ((أتى علي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا ألعب مع الغلمان، فسلم علينا، فبعثني في حاجة فأبطأت على أمي، فلما جئت قالت: ما حبسك؟ فقلت: بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحاجة قالت: ما حاجته قلت: إنها سر -

طور بواسطة نورين ميديا © 2015