قال تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ * وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ} (يس: 60: 62).

بينت هذه الآيات من سورة الأعراف وسورة يس أن الله -سبحانه وتعالى- أخذ على خلقه عهدًا بالإقرار له بالوحدانية والعبودية فلم يوفوا بذلك العهد فكان حسابه على الله تعالى فكان حسابه تعالى لهؤلاء الذين لم يوفوا بعهدهم مع الله كانت جهنم هي مصير الناقضين لهذا العهد ففي سورة يس قال تعالى بعد التذكير بهذا العهد وأنهم ضلوا عنه ولم يوفوا به قال: {هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ *اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ * الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (يس: 63: 65).

ثم يأتي بعد ذلك المطالبة بالوفاء بالعهد عند كل الرسل، وفي كل الشرائع فهذا أبو الأنبياء إبراهيم -عليه السلام- مدحه ربه في وفائه بالعهد وكان الوفاء بالعهد من أبرز صفاته وخلاله التي تحلى بها قال تعالى: {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى * وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} (النجم: 36، 37).

ويُطالب الحقُّ -سبحانه وتعالى- بنو إسرائيل أن يوفوا بعهدهم مع الله فيقول تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} (البقرة: 40) ولقد نعى الحق -سبحانه وتعالى- على بني إسرائيل نقضهم للعهود، وأنهم قوم لا أمان لهم، ولا عهد لهم يتعهد منهم فريق فينبذ العهد الآخر فريق آخر، وهذا دأبهم وديدنهم، قال عنهم الحق -سبحانه وتعالى-: {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} (البقرة: 100).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015