-صلى الله عليه وسلم: ((إن العبد ليُدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم))، وقوله -صلى الله عليه وسلم: ((بُعثت لأتمِّم مكارم الأخلاق))، وأحاديث من هذا النوع كثيرة، وكذلك جاء في ذم سوء الخلق أحاديث كثيرة، وفي حديث عائشة -رضي الله عنها: ((كان خلقه القرآن)) -صلى الله عليه وسلم- أي: كان متمسكًا بآدابه وأوامره ونواهيه، وما يشتمل عليه من المكارم والمحاسن والألطاف، وفي حديث عمر -رضي الله عنه: ((من تخلَّق للناس بما يعلم أنه ليس من نفسه شانه الله تعالى)) أي: تكلَّف أن يُظهر من خلقه خلاف ما ينطوي عليه مثل: تصنع، وتجمل إذا أظهر الصنيع والجميل (النهاية) لابن الأثير.

والأخلاق -كما سبق- منها ما هو محمود وهو ما يدعو إليه الإسلام، ومنها ما هو مذموم، وهو ما حذَّر منه الإسلام، وحسن الخلق وصف جميل تخلَّق به سيد الرسل -صلى الله عليه وسلم- قال تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم: 4)، وفي تعريف الأخلاق قال الشيخ عبد الرحمن حسن حبنكه الميداني في كتابه المشهور: ((الأخلاق الإسلامية وأسسها)) قال تحت عنوان تعريف الأخلاق: "يقتضينا البحث أولًا أن نميز الأخلاق عن غيرها من الصفات الإنسانية، وأن نميز أنواع السلوك التي هي آثار خلقية عن أنواع السلوك التي ليست آثارًا خلقية حتى نعرف موضوع البحث الذي نحن في صدده، فلا يختلط علينا ما ليس من قبيل الأخلاق بما هو منها، وما ليس سلوكًا أخلاقيًّا بما هو سلوك أخلاقي، ولدى المتأمل وإمعان النظر يتبيَّن لنا أن الخُلق صفة مستقرة في النفس، فطرية، أو مكتسبة، ذات آثار في السلوك محمودة أو مذمومة، فالخلق منه ما هو محمود، ومنه ما هو مذموم، والإسلام يدعو إلى محمود الأخلاق، وينهي عن مذمومها.

نستطيع أن نقيس مستوى الخلق النفسي عن طريق قياس آثاره في سلوك الإنسان، الصفة الخلقية المستقرة في النفس إذا كانت حميدة كانت آثارها حميدة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015