مني؟ فقال: كُن خير آخذ. فقال: تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، قال الرجل: لا، ولكني أعاهدك ألا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك، فخلَّى -صلى الله عليه وسلم- سبيله، فأتى أصحابه، فقال: جئتكم من عند خير الناس -صلى الله عليه وسلم)).
قوله: ((قفل)) أي: رجع، و ((العضاة)): الشجر الذي له شوك، و ((السمرة)) بفتح السين وضم الميم الشجرة من الطلح، وهي العظام من شجر العَضَاة، و ((اخترط السيف)) أي: سلّه، وهو في يده صلطن أي: مسلولًا، وهو بفتح الصاد وضمها، يجوز صَلطن وصُلطن.
الحديث السادس: عن عمر -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((لو أنّكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا)) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.
معناه: تذهب أول النهار خماصًا، أي: ضامرة البطون من الجوع وترجع آخر النهار بطانًا أي: ممتلئة البطون.
الحديث السابع: عن أبي عمارة البراء بن عازب -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ((يا فلان، إذا أويت إلى فراشك فقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوَّضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك؛ رغبةً ورهبةً إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلت، فإنك إن متَّ من ليلتك مت على الفطرة، وإن أصبحت أصبت خيرًا)) متفق عليه. وفي رواية في الصحيحين عن البراء، قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ((إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقِّك الأيمن، وقل))، وذكر نحوه، ثم قال: ((واجعلهنَّ آخر ما تقول)).