الحديث الرابع: عن أبي هُريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((يدخُل الجَنّة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير)) حديث صحيح رواه الإمام مسلم، قيل: معناه متوكلون، وقيل قلوبهم رقيقة.

الحديث الخامس: عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أنه غزا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- قِبَل نجد -يعني: ناحية نجد- فلما قفل - رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قفل معهم، فأدركتهم القائلة في وادٍ كثير العضاة فنزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتفرَّق الناس يستظلون بالشجر ونزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تحت سَمُرة -شجرة نوع من السمر- فعلق بها سيفه، ونمنا نومة، فإذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعونا، وإذا عنده أعرابي فقال النبي -عليه السلام: إن هذا اخترط علي سيفي وأنا نائم،

ثم قال: الأعرابي: من يمنعك مني يا محمد؟ قلت: الله، ثلاثة. الأعرابي يقولها ثلاثة مرات: من يمنعك مني؟ والرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول: الله. ولم يعاقبه وجلس)) الحديث متفق عليه. الحديث جاء بعد ذلك في روايات أخرى بالتفصيل، ((فوقع السيف من يد الرجل، فأخذه النبي -صلى الله عليه وسلم- بيده وقال: من يمنعك مني يا رجل؟ فقال الرجل: يا محمد كُن خير آخذ، فإذا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- يأسره ويقدّمه لأصحابه)).

في رواية قال جابر: ((كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بذات الرقاع، فإذا أتينا على شجرة ظليلة تركناها لرسول الله -صلى الله عليه وسلم، فجاء رجل من المشركين وسيف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مُعلَّق بالشجرة فاخترطه -يعني: أخذه نزله من الشجرة، فقال: تخافني؟ قال: لا. قال: فمن يمنعك مني؟ قال: الله)) قال -عليه الصلاة والسلام: أي: هنا التوكل على الله -سبحانه وتعالى- هو الذي ينجي من الفتن.

في رواية أبي بكر لإسماعيل في صحيحه قال: ((من يمنعك مني؟ قال: الله. قال: فسقط السيف من يده، فأخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- السيف فقال للرجل: من يمنعك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015