وإليك ما جاء في (رياض الصالحين) المؤلف المشهور الإمام النووي: كنيته أبو زكريا يحيى بن شرف النووي الدمشقي، يقول تحت عنوان باب المراقبة: "قال الله تعالى: {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} (الشعراء: 218 - 219) " وقد مرت الآيات فلنعرّج على الأحاديث.
الأحاديث: الحديث الأول: عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: ((بينما نحن جلوس عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يومًا إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يُرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفَّيه على فخذيه وقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا. قال: صدقت، فعجبنا له يسأله ويصدِّقه، قال: فأخبرني عن الإيمان. قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشرّه. قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان. قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. قال: فأخبرني عن الساعة. قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل. قال: فأخبرني عن أماراتها. قال: أن تَلِد الأمة ربَّتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان. ثم انطلق فلبثت مليًّا. ثم قال: يا عمر أتدري من السائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم؟ قال: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم)) رواه الإمام مسلم.
الشاهد في هذا الحديث في قوله: ((الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك))، هنا مراقبة الله -سبحانه وتعالى- هذه المراقبة هي أول شيء يقي الإنسان من الفتن التي تحدث، وينجيه الله -سبحانه وتعالى- منها.