حوزة الإسلام، أو حرم الأرض الإسلامية، ((ولو اجتمع عليهم من أقطارها)) يعني: لو جاءت الأعداء من كل مكان من الأرض إن شاء الله لا تستبيح بيضة المسلمين يعني: كل ما يملكه المسلمون، أو قال: ((من بين أقطارها، حتى يكون بعضهم يُهلك بعضًا، ويسبي بعضهم بعضًا)) وهذا ما حدث.
وبسنده -يعني: بسند الإمام مسلم- عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن الله تعالى زوى لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها، وأعطاني الكنزين الأحمر والأبيض))، ثم ذكر نحو الحديث السابق، وبسنده أي: بسند مسلم؛ قال: قال الإمام مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد الله بن نمير، ثم تحوَّل السند قال: وحدثنا ابن نمير، واللفظ له، قال: حدثنا أبي، حدثنا عثمان بن حكيم، أخبرني عامر بن سعد، عن أبيه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ((أقبل ذات يوم من العالية)) العالية مكان بعيد عن المدينة، وكان سيدنا عمر له فيه أغراض، كان يسكن به كثيرًا، حتى إذا مر بمسجد بني معاوية دخل فركع فيه ركعتين، وصلينا معه، ودعا ربه طويلًا، ثم انصرف إلينا فقال -صلى الله عليه وسلم: ((سألت ربي ثلاثًا فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة، سألت ربي ألا يُهلك أمتي بالسنة)) يعني: بالفقر ((فأعطانيها، وسألته ألا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته ألا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها)).
وقال مسلم أيضًا: حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا مروان بن معاوية، حدثنا عثمان بن حكيم الأنصاري، أخبرني عامر بن سعد، عن أبيه: "أنه أقبل مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في طائفة من أصحابه؛ فمر بمسجد بني معاوية بمثل حديث ابن نمير السابق".
ثم عقد الإمام مسلم، بابًا آخر تحت عنوان باب إخبار النبي -صلى الله عليه وسلم- بما يكون إلى قيام الساعة، قال الإمام مسلم: حدثني حرملة بن يحيى التجيبي، أخبرنا ابن وهب،