وبسنده -يعني: بسند مسلم- عن أبي هريرة، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكر أحاديث -يعني: أبو هريرة ذكر أحاديث- منها، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ((لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتنان، وتكون بينهما مقتلة عظيمة، ودعواهما واحدة)) الاثنين كل واحد يدعي أن الحق معه والهدف واحد للاثنين. وبسنده أيضًا عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج. قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: القتل القتل)).

ثم عقد الإمام مسلم بابًا بعنوان: باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض يعني: الأمة الإسلامية ضمن الله -سبحانه وتعالى- لها ألا تُهلك على يد أعدائها، وإنما يكون هلاكها على يد بعضها، يعني: يهلك بعضها بعضًا، روى الإمام مسلم بسنده عن ثوبان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ((إن الله زوى لي الأرض)) -زواها يعني: جمعها ووضعها كلها أمامي- ((فكشفت لي، فرأيت مشارقها ومغاربها)) طبعًا هذا لا يعجز الله -سبحانه وتعالى- يعني: الكرة الأرضية كُشفت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلها، ثم قال -عليه الصلاة والسلام: ((وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زُوي لي منها)) معناه: أن الإسلام سيعمّ الكرة الأرضية، وقد عمها في كل بلاد العالم الآن يوجد مسلمون، ((وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض)) يعني: الذهب والفضة ((وإني سألت ربي لأمتي ألا يُهلكها بسنة عامة وألا يُسلط عليهم عدوًّا من سوى أنفسهم، فيستبيح بيضتهم)).

سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- ربنا -سبحانه وتعالى- ألا يجعل هلاك الأمة الإسلامية بسبب الجوع والقحط، كما أنه طلب من الحق -سبحانه وتعالى- وسأله ألا يجعل، أو ألا يسلط على أمة المسلمين عدوًّا يقضي عليهم قضاء كاملًا فيستبيح بيضتهم ((وإن ربي قال لي: يا محمد، إني إذا قضيت قضاء، فإنه لا يُردّ، وإني أعطيت لأمتك ألا أُهلكهم بسنة عامة، وألَّا أسلط عليهم عدوًّا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم)) المراد بالبيضة يعني:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015