بيت الله الحرام ليهدموه. وبسند مسلم عن أمية بن صفوان سمع جده عبد الله بن صفوان يقول: أخبرتني حفصة أنها سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((ليؤمَّن هذا البيت -يعني: ليقصدن هذا البيت- جيش يغزونه حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض يُخسف بأوسطهم، ويُنادي أولهم آخرهم، ثم يُخسف بهم، فلا يبقى إلا الشريد الذي يُخبر عنهم))، فقال رجل: أشهد عليك أنك لم تكذب على حفصة، وأشهد على حفصة أنها لم تكذب على النبي -صلى الله عليه وسلم.
فالأحاديث يُصدق بعضها بعضًا، الأول عن أم حبيبة وعن زينب بنت جحش، والثاني عن أم سلمة، وآخر عن حفصة بنت عمر -رضي الله عنهنَّ جميعًا.
وبسنده أيضًا عن يوسف بن ماهك قال: أخبرني عبد الله بن صفوان، عن أم المؤمنين، هنا لم يُسمِّ من هي؛ لأن كل نساء النبي -عليه الصلاة والسلام- يُسمَّون أو يُكنَّون بأمهات المؤمنين، فيقول عبد الله بن صفوان: عن أم المؤمنين أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((سيعوذ بهذا البيت -يعني: الكعبة- قوم ليست لهم مَنَعة -يعني يحتمون ببيت الله الحرام، لا عندهم أحد يمنعهم، ولا عُدة ولا سلاح معهم- ولا عدد ولا عُدة، يُبعث إليهم جيش حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خُسف بهم)).
قال يوسف: هو يوسف بن ماهك الراوي عن عبد الله بن صفوان،: وأهل الشام -تقال: الشام والشأم بالهمزة، يعني: بالتسهيل- يومئذٍ يسيرون إلى مكة، فقال عبد الله بن صفوان: أما والله ما هو بهذا الجيش، قال زيد: وحدثني عبد الملك العامري، عن عبد الرحمن بن سابط، عن الحارث بن أبي ربيعة، عن أم المؤمنين بمثل حديث يوسف بن ماهك، غير أنه لم يذكر فيه الجيش الذي ذكره عبد الله بن صفوان.
وقال الإمام مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا القاسم بن الفضل الحداني، عن محمد بن زياد، عن عبد الله بن الزبير أن عائشة -رضي الله عنها-