قيل؛ اذهبوا به إلى النار، ثم يؤتى بالجواد أي: الرجل الكريم الذي كان يطعم الطعام، لكنه كان يطعم لغير الله، فيقال له: وأنت ماذا عملت؟ فيقول: يا ربي أطعمت فيك الطعام، فيقال له: كذبت، إنما أطعمت الطعام من أجل أن يقال لك كريم، وقد قيل؛ اذهبوا به إلى النار ثم يؤتى بالشهيد الذي قتل في الميدان، على أرض الحرب، لكنه لم يرد بقتاله وجه الله، فيقال له: وأنت ماذا عملت؟ فيقول: يا رب، قاتلت فيك حتى قتلت، فيقال له: كذبت، وإنما قاتلت من أجل أن يقال لك: بطل وشجاع، وقد قيل؛ اذهبوا به إلى النار)).
أقول هذا الحديث رواه الإمام مسلم بمعناه، ورواه الإمام الترمذي الإمام مسلم رواه في رقم 1905 والترمذي رواه في رقم 2383 والنسائي رواه في الجزء السادس ص23 وص24 أقول: هذا هو العدل الكامل؛ إذ أن ذلك الصنف، أو أولئك الأصناف عملت لغير الله؛ فلتأخذ أجرها ممن عملت له؛ إذ لا يصح، ولا يعقل ألا تعمل لأحد شيئًا، ثم تذهب فتطالبه على ما لم تعمل له، وإنما خذ أجرك ممن عملت له، كما جاء في بعض الأحاديث التي جاءت في هذا المعنى عن الذين يعملون لغير الله أن الحق -سبحانه وتعالى- يقول لهم يوم القيامة: اذهب؛ فخذ أجرك ممن عملت له، هذا هو العدل الإلهي يوم القيامة.
ومما يدل أيضًا على أن الإخلاص في النية لله تعالى: هو الأصل في كل شيء هو الأصل في قبول الأعمال، وعدم قبولها، إن العبد إذا هم بحسنة أي هم أن يعمل حسنة فلم توافه الظروف، ولم تساعده الأحوال على أن يقوم بهذه الحسنة فيعملها فإن الله -سبحانه وتعالى- تكرمًا منه وتعطفًا يكتب له أجر حسنة كاملة؛ مع أنه لم يعملها؛ كأنه عملها ما دامت نيته صادقة وخالصة لله تعالى، وإن وفق إلى عملها مع هذه النية الطيبة الخالصة كتبها الله تعالى له عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف