والذي يقاتل رياء وسمعة ليقال له وعنه: إنه مقاتل، وبطل، وشجاع لا يقبل جهاده حتى ولو قتل؛ لأنه لم يقتل في سبيل الله.

أما الذي يقاتل لإعلاء كلمة الله ورفعة شأن الإسلام والمسلمين هذا فقط هو الذي يكون جهاده ل، وقتاله في سبيل الله.

روى البخاري ومسلم بسندهما في صحيحهما عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: ((سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء، أي: ذلك في سبيل الله فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله)) متفق عليه.

ولقد جاء في الحديث الصحيح أن النار أول ما تصعر يوم القيامة تصعر بثلاثة أصناف هم في الظاهر من أجمل الذين اتصفوا بأفضل أوصاف في هذا الدين الحنيف؛ إذ هم عالم، وجواد يعني كريم وشهيد، لكن العالم لم يبتغي بعلمه وجه الله، وإنما أراد أن يمدحه الناس، ويثنوا عليه وعلى علمه، وتم له ما أراد، والثاني كان يطعم الطعام حتى يقال عنه وله: إنه كريم معطاء؛ إنه يطعم الطعام، وقد تم له ما أراد، قال الناس عنه ذلك.

وأما الثالث: فإنه يحارب ويقاتل، ويجول، ويصول في الميدان ابتغاء السمعة وطلب الجاه وليقال عنه وله: إنه بطل وشجاع، وقد تم له ما أراد فأخذ حظه ونصيبه وثوابه الذي عمل من أجله فهو لم يعمل لوجه الله وإنما عمل لغرض آخر ليقال عنه وله ما يريد. وقيل فيه ما أراد فماذا يطلب من الله تعالى قال -صلى الله عليه وسلم- ((أول ما تسعر النار يوم القيامة بثلاثة: بعالم، وجواد، وشهيد، يؤتى بالعالم؛ فيسأله ربه، ماذا عملت في ما تعلمت؟ فيقول: يا رب تعلمت العلم فيك، وبذلته فيك، فيقال له: كذبت، إنما تعلمت من أجل أن يقال لك: عالم، وقد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015