فيؤمنون به، ويستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرًّا، وأسبغه دروعًا)).
يعني: تعود المواشي مليئة باللبن- ((وأمد خواصر)) تسمن، ((ثم يأتي القوم فيدعوهم، فيردون عليه قوله، فينصرف عنهم فيُصبحون ممحلين)) -يعني: أصابهم الجفاف والجدب لما تركوا دعوته، ما هي فتنة- ((ليس بأيديهم شيء من أموالهم، ويمر بالخربة)) يعني: المكان الخرب ((فيقول للأرض الخربة: أخرجي كنوزك، فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل، ثم يدعو رجلًا ممتلئًا شبابًا فيضربه بالسيف فيقطبه جزلتين رمية الغرض، ثم يدعوه فيُقبل)) بعد ما يقطعه نصفين ((يقول له: قم فيقم، ويتهلل وجه الكذاب)) يضحك الدجال، ((فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح بن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين)) بين مهرودتين معناه: لابس مهرودتين أي: ثوبين مصبوغين بورس ثم بزعفران، وقيل هما شقتان والشقة نصف الملاءة، ((واضعًا كفَّيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعوا تُحدر منه جمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نَفَسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه، فيطلبه حتى يدركه)) يعني: سيدنا عيسى يطلب الدجال فيدرك الدجال ((حتى يقتله بباب لد فيقتله)) يعني: بيقتله عند باب لد بفلسطين.
((ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم الله منه))، جماعة ربنا عصمهم من المسيح، ((فيمسح عن وجوههم، ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة، فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى إني قد أخرجت عبادًا لي، لا يدان لأحد بقتالهم)) هم يأجوج ومأجوج ((فحرز عبادي إلى الطور)) سيدنا عيسى يعزل المؤمنين إلى الطور، ((ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون، فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه