وفي القرآن الكريم إخبار عن أشراط الساعة، فيجب الإيمان بها، ومنكر ذلك تلك الأشراط يكون كافرًا؛ لأنه يكون أنكر آية، أو آيات من القرآن الكريم، قال تعالى: {اقْتَرَبَتْ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَر} أي أن من علامات الساعة انشقاق القمر، وقد انشق بالفعل، ولكنهم قالوا: سحر مستمر قال تعالى: {اقْتَرَبَتْ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ * وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ} (القمر: 1: 3) وقال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنْ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا} (النازعات: 42، 43) أي: أنت من علاماتها يا محمد.
وتوجد قراءة من القراءات السبعة المتواترة تقف على فيم، أي: يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم، ثم يكون الجواب أنت من ذكراها، أي أنت من علاماتها ولذلك قال -صلى الله عليه وسلم- كما سبق بعثت أنا والساعة كهاتين وضم إصبعيه السبابة والوسطى)). وها هو الحديث كما رواه البخاري نرويه مرة أخرى للتذكر.
روى البخاري بسنده عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: ((كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بارزًا يومًا للناس فأتاه رجل فقال: ما الإيمان؟ قال: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وبلقائه ورسله وأن تؤمن بالبعث. قال: ما الإسلام؟ قال: الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئًا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان. قال: ما الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. قال: متى الساعة؟ قال: ما المسئول عنها بأعلم من الساعة، وسأخبرك عن أشراطها: إذا ولدت الأمة ربها، وإذا تطاول رعاء الإبل البهم في البنيان، في خمس لا يعلمهن إلا الله، ثم تلا النبي -صلى الله عليه وسلم- {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} ثم أدبر الرجل فقال -صلى الله عليه وسلم-: ردوه، فلم يروا شيئًا. فقال -صلى الله عليه وسلم- هذا جبريل جاء يعلم الناس دينهم)) رواه البخاري رقم 50 وفي مختصر صحيح البخاري في ص24 برقم 47.