القصور في الأمصار" قال: القرطبي: المقصود الإخبار عن تبدل الحال، بأن يستولي أهل البادية على الأمر، ويتملكوا البلاد بالقهر، فتكثر أموالهم، وتنصرف هممهم إلى تشييد البنيان، والتفاخر به. قال ابن حجر العسقلاني في (فتح الباري) معقبًا على هذا القول: وقد شاهدنا ذلك في هذه الأيام.
ومنه الحديث الآخر: ((لا تقوم الساعة إلا حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع)) ومنه قوله -صلى الله عليه وسلم-: ((إذا وُسِّدَ الأمرُ يعني أسند الأمر إلى غير أهله فانتظروا الساعة)) وكلاهما في الصحيح
قال ذلك ابن حجر منذ زمن بعيد، فما بالكم بما نراه اليوم؟، فحديث جبريل -عليه السلام-أو ذكرت فيه- علامتان، الأولى: ((أن تلد الأمة ربها أو ربتها)) كما في رواية أخرى الثانية التطاول في البنيان، والتفاخر به خاصة من الحفاة العراة رعاء الشاء والبهم، أي: سكان البادية.
أقول إن حكم الإيمان بعلامات الساعة واجب ومنكر ومنكر هذه العلامات منكرٌ وجاحد لمعلوم من الدين بالضرورة وهو كافر؛ لأنه أنكر الحديث الشريف المتواتر، وأنكر كثيرًا من آيات القرآن الكريم التي صرحت بعلامات الساعة والتي سبق ذكرها.
ثبت وجوب الإيمان بهذه العلامات كما قلت من حديث جبريل الذي معنا ونقوم بدراسته، وبالقرآن الكريم، فحديث جبريل في نص جواب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أن الإيمان جزء من الدين؛ إذ لما قاله جبريل -عليه السلام-: ((ما علاماتها قال له -صلى الله عليه وسلم-: أن تلد الأمة ربها أو ربتها، ويتطاول الحفاة العراة رعاة البهم في البنيان)).