تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (الروم: 27).
اختلاف الناس عند البعث:
والناس يختلفون عند البعث اختلافًا كبيرًا حسب أعمالهم فالذين صلحت أعمالهم فالذين صلحت عقائدهم وأعمالهم، وذكت نفوسهم يكونون أكمل أجسادًا وأرواحًا، والذين خبثت أعمالهم، وفسدت عقائدهم يكونون أنقص أجسادًا وأرواحًا، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: ((يحشر الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف: صنف مشاة وصنف ركبان وصنف على وجوههم قيل يا رسول الله كيف يمشون على وجوههم؟ قال -عليه الصلاة والسلام-: إن الذي أمشاهم على أقدامهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم، أما أنهم يتقون بوجوههم كل جدب وشكوك الجدب ما ارتفع من الأرض)) الحديث رواه الإمام الترمذي في سننه عن أبي هريرة.
وفي حديث آخر يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((يحشر المتكبرون والمتجبرون يوم القيامة في صور الذر تتطؤهم الناس؛ لهوانهم على الله عز وجل)) وروى مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: يبعث كل عبد على ما مات عليه -أي: إن من مات على خير- بعث على حال سارة ومن مات على شر بعث على حال شنيعة)) ومع كون البعث بالأجساد والأرواح إلا أن القوى الروحية تكون هي القادرة على التصرف في الأجساد فتستطيع قطع المسافات البعيدة في أقصر مدة والتخاطب والتخاطب بالكلام بين أهل الجنة والنار ويكون مثلهم في ذلك مثل الملائكة والجن في قدرتها على التشكل وظهورها في أجساد تأخذها من مادة الكون وقد ثبت ذلك ثبوتًا علميًّا.