الحب في الله (صفحة 16)

القرون، فما زاد الأمر بعد ذلك إلا شدة حتى وقعت الموالاة على الشرك والبدع والفسوق والعصيان. وقد وقع ما أخبر به - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «بَدَأَ الإِسْلاَمُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ» وقد كان الصحابة رضي الله عنهم من المهاجرين والأنصار في عهد نبيهم - صلى الله عليه وسلم -، وعهد أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، يؤثر بعضهم بعضاً على نفسه محبة في الله وتقرباً إليه كما قال تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «لقد رأيتنا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما من أحد يرى أنه أحق بديناره ودرهمه من أخيه المسلم» رواه ابن ماجة انتهى المطلوب.

فقد تبين أن دعوى المحبة بلا بغض خداع وغرور من الشيطان، والصحيح أنه لو كان في قلب مدعي المحبة بغض لمعصية العاصي ونفره منها لأبغضه ونفر منه، ووجد وحشة بينه وبينه. لكن في الغالب تجده

طور بواسطة نورين ميديا © 2015