صلب قوى فَإِن الْغذَاء الْمُتَّخذ من اللحوم المطبوخة هِيَ رهلة رطبَة سريعة الانفشاش بِالْإِضَافَة إِلَى الْمُتَوَلد من الشواء.
الرَّابِعَة من أبيذيميا قَالَ: انْظُر أبدا فِي حَال الْمعدة فَإِن الَّذِي هِيَ أسخن مِمَّا يَنْبَغِي فَإِنَّهَا تولد كيموسا مراريا فَلَا يجذب مِنْهُ الْبدن كثيرا لِأَنَّهُ غير مُوَافق فينحف عَلَيْهِ الْبدن والمعدة الْبَارِدَة تعْمل كيموسا مائيا فَيكون اللَّحْم الْكَائِن مِنْهُ رهلا سريع الانفشاش والمعتدلة تعْمل كيلوسا حُلْو متينا غليظا فيكثر جذب الكبد وتحيله إِلَى دم جيد متين مُوَافق فيكثر عَلَيْهِ اللَّحْم وَبِالْجُمْلَةِ فَإِن كَثْرَة اللَّحْم نَافِع لِكَثْرَة الدَّم الْجيد فِي الْجِسْم.
الْخَامِسَة من السَّادِسَة أبقراط: الْأَطْعِمَة الَّتِي هِيَ فِي غَايَة الضعْف إِنَّمَا لَهَا من الْعُمر مُدَّة يسيرَة. ج: يُرِيد الْأَطْعِمَة القليلة الْغذَاء إِن مد مِنْهَا لَا يطول بَقَاء عمره. لي وَذَلِكَ وَاجِب لِأَنَّهُ يقل دَمه ولحمه فتضعف قوته فتجف أَعْضَائِهِ الْأَصْلِيَّة سَرِيعا.
الثَّانِيَة من الأهوية والبلدان قَالَ: عظم الطحال يهزل الْجِسْم لعلتين إِحْدَاهمَا: أَنه مَتى كَانَ عَظِيما جذب أَكثر الدَّم الَّذِي يتَوَلَّد من أغذية فِي الْبدن لعظمه وَالثَّانيَِة: أَنه يوهن قُوَّة الكبد فيقل هضمه فيقل لذَلِك الدَّم الْجيد.
الأولى من الأغذية: الأغذية الْيَابِسَة كالعدس المقشر والجاورش وَنَحْوهمَا من أضرّ الْأَشْيَاء لأَصْحَاب الْأَبدَان الْيَابِسَة النحيفة وَهُوَ جيد لمن يُرِيد تجفيفه.
الثَّانِيَة مِنْهَا: الحريف والحامض جَمِيعًا مطلقان إِلَّا أَن الحامض يفعل ذَلِك مَعَ برودة والحريف يَفْعَله مَعَ حرارة.
الثَّانِيَة من المزاج: مَا دَامَ الْجِسْم لم تنله آفَة مَعَ زِيَادَة العبولة فَزِيَادَة العبولة فِي صِحَّته. وَقَالَ فِي كتاب آخر: وَأَظنهُ تَدْبِير الأصحاء أَن بالرطوبة قوام حَيَاة الْإِنْسَان فلولا أَنه يعسر علينا تعرف الْحَد الَّذِي إِذا جازه الْبدن فِي الرُّطُوبَة مرض لَكَانَ الْوَاجِب فِي التَّدْبِير أَلا يقصر بِالْبدنِ عَن تِلْكَ)
الْمرتبَة لِأَنَّهُ لَا يمكننا أَن نقف على ذَلِك الْحَد بِالْحَقِيقَةِ ويهيج فِي الْبدن الرطب أمراض أَكثر صرنا نَمِيل إِلَى تَخْفيف الْجِسْم فِي أَكثر الْأَحْوَال لِأَن الْأَمْرَاض رُبمَا أتلفت بِالْعرضِ أغْنى بقولى بِالْعرضِ الطبرى مِمَّا يسمن الْعُضْو المهزول: أَن يدلك بِخرقَة حَتَّى يحمر وينطل بِالْمَاءِ الْحَار ويدلك ثمَّ يمرخ ألف ب بالقيروطى ويضمد فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام أَو أَرْبَعَة بالعاقرقرحا والكبريت يتْرك عَلَيْهِ إِلَى أَن يجمد وينتفخ ويتوقى عَلَيْهِ الْبرد.
الطبرى قَالَ: مخيض لبن الْبَقر ينْزع زبده قبل أَن يحمض يسقى مِنْهُ نصف رَطْل وَيمْكث ثَلَاث سَاعَات فَإِذا استمرأه شرب أَيْضا نصف رَطْل وَيمْكث ثَلَاث سَاعَات فَإِذا استمرأه أَيْضا شرب أَيْضا نصف رَطْل وَلَا يَأْكُل شَيْئا إِلَى العشى ثمَّ يَأْكُل طَعَاما جيدا فراريج وجداء ويطيب بدنه بالنضوج وَالطّيب يشربه أسبوعاً.