وَيحمل النَّاس على بَعضهم فَيُصِيب المعضوض مثل ذَلِك وَلم يرى أحدا فزع من المَاء سلم إِلَّا فِي الشاذ مِمَّن عضهم فاذا عض إنْسَانا كلب وَلم يدر أكلب هُوَ أم لَا فدق الْجَوْز دقاً نعما وضمد بِهِ مَوضِع النهشة لَيْلَة ثمَّ خُذْهُ من الْغَد وألقه لدجاجة فانها لَا تَأْكُله إِلَّا أَن يضطرها الْجُوع فان أكلت مِنْهُ مَاتَت من غَد وَإِن أَكلته الدَّجَاجَة سَرِيعا وَلم تمت فَأقبل على الْجرْح فادمله وَإِلَّا فَأقبل عَلَيْهِ مَا بوسعه مثل الثوم والجوشير والجوز والأدوية الأكالة للحم مَعَ القلدفيون ثمَّ السّمن بعده وَليكن فَم الْجرْح مَفْتُوحًا أقل مَا يكون أَرْبَعِينَ يَوْمًا واسقهم من الْأَدْوِيَة البسيطة الحضض والأفسنتين والحلتيت والجعدة ودواء جالينوس وأسهلهم بقثاء الْحمار واسقهم بعده الشَّرَاب الصّرْف الحلو الْعَتِيق وَيَشْرَبُونَ اللَّبن ويأكلون البصل والكراث والثوم. وَإِنَّمَا يسْتَعْمل توسع الْجرْح فِي الِابْتِدَاء فَأَما بعد نُفُوذه فِي الْبدن فَلَا يجب ذَلِك بل اسْتعْمل فِي هَذِه الْحَالة إسهال السَّوْدَاء وتبديل المزاج. والتعرق جيد لَهُم.
فيلغريوس فِي كِتَابه فِي الْكَلْب الْكَلْب قَالَ: يكلب فِي الْبلدَانِ الحارة وَفِي صميم الصَّيف أَكثر وَقد تكلب فِي أبرد الْأَوْقَات فِي الشتَاء وَفِي الْبِلَاد الْبَارِدَة فاذا كلبت لم تَأْكُل شَيْئا وهربت من المَاء وسال من أفواهها زبد وَمن مناخرها رُطُوبَة وتحمر أعينها وَتحمل على الإنسن وَلَا تنبح وَلَا تدخل أذنابها الف ز بَين رِجْلَيْهَا وَلَا تعرف أَصْحَابهَا وتهرب مِنْهَا الْكلاب ويعرض مَعَه)
الْخَوْف من المَاء للسليم ورم فِي جسده كُله وخاصة فِي وَجهه وَيصير لون جسده لون الرماد وَتعرض لَهَا غشاوة سَاعَة بعد سَاعَة وتنفر من الضَّوْء وَرُبمَا وثب على من مَعَه فعضه.
ويعرض للمعضوض مثل ذَلِك بِعَيْنِه وقلما من يفلت مِنْهُ. فعالجه قبل الْفَزع من المَاء فِي الايام الأولى بِأَن تحرق السرطان النَّهْرِي وان تدقه وتنعم سحقه كالكحل وارفعه عنْدك واحرق الجنطيانا ثمَّ اسحقه واسق مِنْهُمَا أَربع ملاعق بشراب عَتيق لطيف صرف هَذَا فِي الْأَيَّام الأولى إِلَى عشرَة أَيَّام فان لم تلْحقهُ إِلَى بعد مُضِيّ أَيَّام كَثِيرَة فاسقه ضعف هَذَا الْقدر واشرط الْجرْح وَمَا حواليه شرطا عميقاً حَتَّى يخرج مِنْهُ دم كثير ومص السم وضع عَلَيْهِ المحاجم والأدوية الحادة وَإِن كويته فَأول مَا يعرض عَلَيْهِ العض خلصته الْبَتَّةَ وَلم يسر السم فِي جسده واسقه الشَّرَاب الصّرْف وَاللَّبن فانه يضاد هَذَا السم وأطعمه الثوم والبصل فانهما يمنعان توغل السم فِي الْجَسَد وَلزِمَ هَذَا التَّدْبِير مُنْذُ أول الْأَمر فانك إِذا توانيت فِي ذَلِك حَتَّى يمْضِي أَيَّام كَثِيرَة لم ينْتَفع بالعلاج وَلَا تلح على الْجرْح بعد تقادمه فَلَا تعن بتوسعه لِأَن السم قد نفذ وشاع فِي الْجَسَد وَلَكِن عَلَيْك إِذا ذَاك بأيارج روفس فِي هَذَا الْوَقْت وإسهال السَّوْدَاء وَأكل البصل والثوم وَشرب الشَّرَاب الصّرْف فانه نَافِع جدا. وعرقه بِمَا اسْتَطَعْت واسقه الخربق فانهم قبل أَن يفزعو من المَاء يبرؤون بِهَذَا العلاج.
لي إِذا أَتَت على السَّلِيم خَمْسَة أَيَّام فقد سرى السم فِي الْبدن فَلَا تعن حِينَئِذٍ بتوسع الْجرْح بل أعن بذلك إِلَى يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة أَكْثَره. وَإِذا فزع من المَاء فَنَاوَلَهُ المَاء على جلد