الحاوي في الطب (صفحة 2187)

الثَّلَاثَة وَانْظُر فِي أَعْرَاض الْمَرَض وَقس بَينهَا فَإِن رَأَيْت القوى تضعف والأعراض تزداد عظما فَاعْلَم أَنه)

لَا يكون نضج فَإِن رَأَيْت ضد ذَلِك فَاعْلَم أَنه سَيكون.

قَالَ: وَجَمِيع الْأَعْرَاض فِي الِابْتِدَاء والانحطاط أَضْعَف وَفِي الِانْتِهَاء أقوى. فَأَما فِيمَا بَين ذَلِك فحالها متوسطة.

قَالَ: وَالَّذِي يَنْبَغِي أَن يكون الْغَالِب فِي العلاج وَقت الْمُنْتَهى الْأَشْيَاء المسكنة. وَأما فِي الِابْتِدَاء والانتهاء فالمقاومة للمرض. وَفِيمَا بَين الطَّرفَيْنِ يكون مَا يسْتَعْمل فِي الْأَوْقَات المتوسطة.

من كتاب العلامات قَالَ: ثقل الْبدن واضطرابه ونخس فِي العضل وإعياء وتثاؤب وتمط ألف هـ ومجسة كثيفة صلبة فَإِذا كَانَت هَذِه العلامات من غير إِحْضَار وَلَا أَخذ طَعَام كثير وَلَا استحمام فَإِن نوبَته ستبتدئ.

قَالَ: فَإِذا كَانَت فِي أُولَئِكَ النّوبَة نافض فَذَلِك وَإِذا لم يكن فَأَرَدْت أَن تجس الْبدن فهيئ يدك للمس الْبدن لِأَن لَا تكون حارة وَلَا بَارِدَة فافرك أصابعك وَضعهَا على صدرك حَتَّى تستوي حَالَة كفك ثمَّ جس يَده وصدره وجنبيه ثمَّ امْكُث قَلِيلا وَأعد الجس فَإنَّك رُبمَا وَجدتهَا حارة جدا وَلَا تشك فِي أَنَّهَا حمى وَرُبمَا وَجدتهَا بَارِدَة فِي أول اللَّمْس إِلَّا أَنه لَا تظهر مِنْهَا بطول اللِّقَاء حرارة شَدِيدَة وَيظْهر كَمَا يظْهر من الْبيض السليق إِذا ألقِي فِي المَاء الْبَارِد. وَرُبمَا وجدت قَالَ: عَلَامَات ابْتِدَاء النّوبَة أَن تكون المجسة صَغِيرَة كثيفة وتبرد الْأَطْرَاف ويعرض التثاؤب والحزن والكسل ويتغير اللَّوْن وتبطئ الحركات ويثقل الْكَلَام وَتَسْتَرْخِي أجفان الْعين وَرُبمَا وَقع عَلَيْهِ سبات وتهيج القشعريرة فِيمَا بَين الْكَتِفَيْنِ والصلب وتحم الصدغ والصدر ويحس فِي الْجلد شَبيه بنخس الشوك. وتبرد أرنبة الْأنف وشحمة الْأذن والمجسة صَغِيرَة كثيفة. وَرُبمَا عرض نافض وَبرد قوي وَرُبمَا عرض سيلان الرِّيق واختلاج الصدغين وطنين الْأُذُنَيْنِ وعطاس وامتداد أَعْضَاء الْبدن كُله.

عَلَامَات الصعُود: كَثْرَة الْحَرَارَة فِي الصَّدْر والبطن واللهيب والعطش وَعظم النبض واحمرار الْوَجْه ووجع الصلب والمفاصل وَعظم النَّفس والغثي والفواق فِي الْأَحَايِين.

فَأَما الْمُنْتَهى فَأن يحم الْبدن كُله بِالسَّوِيَّةِ ويشتد النبض ويصلب ويقوى إِن لم يكن الْمَرَض رديئاً لِأَن الْمَرَض الرَّدِيء يَجْعَل النبض صَغِيرا فِي جَمِيع الْأَزْمَان وَأَن تستوي الْأَعْرَاض وَلَا تتزايد.

فَأَما الهبوط: فَأن تنقص الْأَعْرَاض أَعنِي الْعَطش والحرارة وَالِاضْطِرَاب ويترطب الْبدن قَلِيلا قَلِيلا ويشتهى الطَّعَام وَيصْلح النبض.)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015