الجيم (صفحة 245)

وقال: الرَّقوب: التي تلد الوليد ثم تلبث الدهر الطويل لا تحمل، فهي ترقب الحمل متى تحمل؛ وقال الوالبي: هي التي لم تلد قط.

وقال الكلابي: الرِّبّة: ما نبت عند دخول الربيع وخروج القيظ، وهي الخلفة.

والرَّبل: ما نبت من الشجر في ذلك الحين على غير مطر.

وقال ابن حيّاش الأسدي لأسماء بن خارجة الفزاري، في بئر حفرها بنو عميرة بن جؤية، وهم إخوة بدر، في أرض بني أسد، في مكان يقال له: النّاطف، فلم ترهم بنو أسد إلا يسقون الشاء والحمر تحت البيوت، فتنافس الناس، فأراد بعضهم أن يحمل على بعض، ثم إن بني أسد دعتهم إلى أن يحكِّموا أيَّ فزاري شاءوا، ويحكِّم بنو فزارة أيَّ أسديٍّ شاءوا؛ فقالت بنو فزارة: لا، بل اختارونا، وحملوا عليهم من العهود والمواثيق ألا ينكثوا، فاختارت بنو أسد أسماء بن خارجة، فجعلوه حكماً بينهم، فأتوه بالكوفة، فثووا عنده، فجعل يقول للفزاريين، إذا خلا بهم: أتعبطون مسلم قوم وحريمهم بلا شري اشتريتموه، ولا قطيعة من سلطان، ولا شرك لكم، بسبب من الأسباب، لقد أتيتم أمراً ما يجمل بكم؛ وإذا خلا ببني أسد قال: يا بني أسد، أتمنعون أرض السلطان التي تسقون فيها من كان عطشان مضطراً ليس له حق، ثم تريدون أن تضيِّقوا ما وسع الله. فقضى للأسديين بأن لكم أرضكم لا حق لبني فزارة فيها، وقضى لبني فزارة بأن لكم أضعاف ما غرمتم فيها. فانصرف القوم؛ ورجز ابن حيّاش فقال:

يا أَسْمَ يا خَيْرَ فتىً للزُّوَّارْ

للجارِ وابن العَمِّ والضيْف السَّارْ

ما لهمُ في حُفْرتِي من إحْفَار

وما لَهمُ في عُقْر داري مِن دَار

ولو حَفَرْتُ مِثْلَها بالأَمْرَار

أَو جَوِّ سَبَّي أَنْكَروا بإِنْكَار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015