إليك أبا الأملاك، قد سَّميته عليا، وكنَّيته أبا الحسن. فلما قام معاوية قال لأبن عباس: ليس لك أسمه وكنيته، وقد كنَّيته أبا محمد، فجرت عليه. وقال فيه مسلم في كتاب " الكُنى ": أبو محمد، ويقال: أبو عبد الله عليٌّ بن عباس بن عبد المطلب. روى عنه ابنه محمد والزُّهريُّ. وكان عليٌّ سيدا شريفا بليغا، وكان يقال له السَّجَّاد، ويُدعى ذا الثفنات. وقد ذكره دعبل بن عليُّ الخزاعيُّ في قصيدته التي رثى بها آل علي بن أبي طالب رضي الله عنهم في بيت منها. ومن القصيدة مُتخيَّر، قوله:
مدارسُ آياتٍ عفَتْ من تِلاوةٍ ... ومنزِلُ وحي مُقفِرُ العَرَصاتِ
لآلِ رسول الله بالخيفِ من مِنى ... وبالبيتِ والتعريف والجَمَراتِ
ديارُ عليٍّ والحسينِ وعفرٍ ... وحمزةَ والسجَّادِ ذي الثَفِناتِ
قفا نسألِ الدارَ التي خفَّ أهلها ... متَى عهدُها بالصَّوم والصلواتِ؟
وأين الأُلى شطَّت بهمْ غُربةُ ألنَّوى ... أفانينَ الآفاقِ مُفتَرِقاتِ
نفوسٌ لدي النَّهرينِ من بطنِ كربلا ... مُعرَّسُهم منها مطَى الفَلَواتِ
بِنفسي كرامٌ من كهولٍ وفتيةٍ ... لفكَّ عُناةٍ أو لحملِ دِياتِي
أآل رسولِ الله خُمْسٌ بطونُهم ... وآلُ زيادٍ غُلَّظُ القَصَراتِ؟