أقدِّمُ العُودَ قُدَّامي وأتبعُهُ ... وكنتُ حيناً وما يَمشي بيَ العُودُ
وتوفي، رضي الله عنه، بالطائف في أيام عبد الله بن الزيبر سنة ثمان وستين، وهو أبن سبعين سنة، وقيل: أبن إحدى وسبعين سنة. وصلَّى عليه محمد أبن الحنفيّة، وكبَّر عليه أربعا، وقال: اليوم مات ربَّانيُّ هذه الأمة. وضرب على قبره فسطاطا. وقال أبو الزبير: مات أبن عباس بالطائف، فجاء طائر أبيض، فدخل في نعشه حين حُمل، فما رُئي خارجا منه. وقيل: إنه بصره بالتأويل. وشهد أبن عباس مع عليّ، رضي الله عنها الجمل وصفِّين والنهروان. وشهدها معه الحسن والحسين ومحمد بنوه، وعبد الله وقثم ابنا العباس، وعبد الله ومحمد وعون بنو جعفر بن أبي طالب وعبد الله بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب.
وولد عبد الله بن عباس عليا، وهو أجلُّ ولده قدرا، وأشهرهم وأعظمهم. وعباسا وبه كان يكنى عبد الله. ومحمدا. والفضل. وعبد الرحمن. وعبيد الله ولبابة. وأمُّهم زرعة بنت مشرح. كنديَّة. وليس لمحمد. والفضل. وعبيد الله أعقاب.
وأما عليُّ بن عبد الله فكان من أعبد الناس وأجملهم وأكثرهم صلاة. كان يصلي كلَّ يوم وليلة ألف ركعة. وقيل: كان له خمسمئة أصل من زيتون، يصلي في كلِّ يوم لكلِّ أصل ركعتين. وولد في الليلة التي قتل فيها علي بن أبي طالب، ذكر ذلك الواقديُّ، وهو الأشهر. وفي الكامل قال أبو العباس: ويروي عن على بن أبي طالب عليه السلام أنه افتقد عبد الله بن العباس رحمه الله في وقت صلاة الظهيرة، فقلا لأصحابه، ما بال أبي العباس لم يحضُر؟ فقالوا: ولد له مولود. فلما صلي عليٌّ قال: امضوا بنا إليه. فاتاه فهنَّأ فقال: شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب. ما سَّميتَهُ؟ قال: أيجوز لي أن أسمِّيهُ حتى تُسمِّيهُ؟ فأمر به فأخرج إليه، فأخذه وحنَّكهُ ودعا لهُ، ثم ردَّه إليه، وقال: خُذ