لا دَرَّ دَرُّ الليالي كيف تُضحكنا ... منها خطوبٌ أعاجيبٍ وتُبكينا
ما مِثلُ ما تُحْدِثُ الأيامُ من غِيَرٍ ... في ابنِ الزبير عن الدنيا يُسلِّينا
كنا نَجيء ابن عباس فيُقْبِسنا ... فِقْهاً ويُكسِبُنا أجراً ويَهدينا
ولا يزال عُبيدُ الله مُتْرعَةً ... جِفانُهُ مُطعِماً ضَيفا ومسكينا
فالبِرُّ والدينُ والدنيا بدارهما ... نَنالُ منه الذي نَبغي إذا شِينا
إن النبيَّ هو النوُ الذي كُشطتْ ... به عمايةُ ماضِينا وباقينا
ورهطُهُ عِصمةٌ في ديننا ولهمْ ... فضلٌ علينا وحقٌ واجبٌ فينا
ففيمَ تمنعُنا منهمْ وتَمنعهمْ ... منا وتُوذيهمُ فينا وتُوذينا؟
فلستَ فاعلمْ بأولاهُمْ به رَحِما ... يا بْنَ الزُّبير ولا أولى به دِينا
لن يؤتيَ الله إنساناً ببغضتهمْ ... في الدين عزّاً ولا في الأرض تمكينا
وقال فيه عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: عبد الله فتى الكُهول، وله لسان سؤول، وقلب عقول. وقال طاووس: أدركتُ نحو خمسمئة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا ذاكروا ابن عباس فخالفوه لم يزل يُقرُّهم حتى ينتهوا إلى