سَموتَ إلى العُليا بغير مشقَّةٍ ... فنلتَ ذُراها لا دَنيّاً ولا وَغْلا

خُلقتَ حليفاً للمروءةِ والنَّدى ... بَليجاً ولم تُخْلَقْ جباناً ولا جِبْلا

ويُروى أن معاوية نظر إلى ابن عباس يوما فأتبعه بصره، وقال متمثِّلا:

إذا قال لم يترك مقالا لقائل ... مُصيبٍ ولم يَثْنِ اللسانَ على هُجْر

يُصرِّف بالقولِ اللسانَ إذا انتحى ... وينظر في أعطافهِ نَظرَ الصَّقْرِ

وروي أنَّ عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحيَّ مرَّ يوما بدار عبد الله بن عباس بمكة، فرأى فيها جماعة من طالبي الفقه. ومرَّ بدار عبيد الله بن عباس فرأى فيها جماعة ينتابونها للطعام، فدخل على ابن الزبير فقال: أصبحتَ والله كما قال القائل:

فإن تُصبك من الأيام قارعةٌ ... لم أبكِ منكَ على دُنيا ولا دينِ

قال: وما ذاك يا أعرج؟ هذان ابنا العباس، أحدهما يفقِّه الناس، والآخر يُطعم الناس، فما أبقيا لك مكرمة. فدعا عبد الله بن مُطيع وقال له: انطلق لإلى ابني عباس فقل لهما: يقول لكما أمير المؤمنين اخرجا عني، أنتما ومن انضوى إليكما من أهل العراق، وإلا فعلت وفعلت. فقال عبد الله بن عباس: قل لابن الزبير، والله ما يأتينا من الناس إلا رجل يطلب فقها ورجل يطلب فضلا، فأيَّ هذيم تمنع؟ وكان بالحضرة أبو الطفيل عامر بن واثلة الكنائي، فجعل يقول:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015