إذ قام عمُّ نبيكمووليُّهُ ... يَدعو: أيا لكتيبة الإيمانِ
أينَ الذينَ همُ أجابوا ربَّهم ... يومَ العُريض وبيعةِ الرضوانِ
وكان كعب بن زهير شاعراً مُجوداً كثير الشعر مُقدِّماً في طبقته هو وأخوه بحير، وكعب أشعرهما، وأبوهما زهير فوقهما، وهو أحد المبرِّزين الفحول من الشعراء. وهو زهير بن أبي سلمى: واسم أبي سلمى ربيعة بن رياح بن قُرطْ بن الحرث بن مازم بن ثعلبة بن ثور بن هرمة بن لاطم بن عثمان بن مزينة بن طابخة بن إلياس بن مضر. وقال خلف الأحمر لولا قصائد لزهير ما فضلته على ابنه كعبٍ.
ولكعب ابن شاعر اسمه عقبة: ولقبه المضرِّب، لأنه شبَّب بأمرأةٍ، فضربه أخوها بالسيف ضرباتٍ كثيرة فلم يمت.
ومما يستجاد لكعب بن زهير قوله:
لو كنتُ اعجبُ من شيءٍ لأعجبني ... سعيُ الفتى وهو مخبوءٌ لهُ القدرُ
يسعى الفتى لأمور ليس يدركها ... فالنفسُ واحدةٌ والهمُ منتشرُ
والمرءُ ما عاش ممدودٌ لهُ أملٌ ... لا ينتهى العين حتى ينتهى الأثرُ
ومما يستجاد له أيضاً:
إنْ كنتَ لا ترهبُ ذَمى لما ... تعرفُ من صفحى عن الجاهل