يدعى بـ "ابن زَكْنُون"، ونُقل عنه أنه لم يُبَرأ ذمَّة من قالَها وأنه كان يَقول: "زَكْنُون" شَيْطَانٌ. وأوقَفَ كتبه وجعل نظرها لشيخنا الشيخ تقى الدِّين، وحُكى أن نائب الشام دخل عليه مرة وهو يَخيط فى عباءَةٍ ورجله ممدوة فلم يضم رجله ولم يتغّير عن حاله، ولا تركَ الخياطة، فقبل يده وجلس بين يديه، فقال: من هذا؟ فقالوا: نائب الشام. فقال: اعلم أن الله تعالى قد استرعاكَ رعيَّتَه، وأنت مسئول عنها، ونهاك عن الظلم، ثم ذَكَرَ له زواجرَ الظُّلم فى الكتاب والسُّنة ووعظه فجعل يَبْكى، ثم قامَ عنه وخرج. فلما خرج قالَ بعضُ الجماعة فى نَفْسه لو وضع الشيخ بين يديه زُبْدِيَّةً من اللَّبن - فإن لَبَنَ القُبيبات مشهورة - وأربعة أرغفة. فقال الشيخ: لا أريد أصاحبه حتى أطعمه، أو كما قال. وسمعتُ بعضُهم يقولُ: كان الشيخُ عبد (?) الرَّحمن إذا حضر عنده كأنه ولدٌ، مع جلالة قدرِه كثيرِ علمِه. قال ابنُ قاضى شُهبة: على بن حسين بن عُروة بن زَكْنون الحَنبلى، سمع الحديث، وتعبَّد وهو منجمع