تحفر لي، فأتجبب (?) فيها، وأما طلب ابني إياي ثم خنسه عني، فإني أراه سيجهد أن يصيبه ما أصابني.
فقتل، وجرح ابنه، ولا أراهما إلا واحدل، هو الطفيل بن عمرو - رضي الله عنه -، وابنه عمرو بن الطفيل، لكثرة ورودهما في العديد من المصادر.
أما جندب بن عامر بن الطفيل فإن صح ذلك فقد قيل: قتل أبو عامر بن الطفيل ـــ هكذا بالكنيةـ وكان جندب معه راية أبيه، فأقبل إلى أبي عبيد - رضي الله عنه - وقال: أيها الأمير، إن أبي قد قتل، وأريد أن آخذ بثأره أو أقتل، فادفع رايتك لمن شئت من دوس، فأخذ أبو عبيدة الراية ودفعها لرجل (?) من دوس، فحملها وخرج جندب إلى قتال جبلة بن الأيهم الغساني، وهو ينشد ويقول:
سأبذل مهجتي أبدا لأني ... أريد العفو من رب كريم
وأضرب في العدا جهدي بسيفي ... وأقتل كل جبار لئيم
فإن الخلد في الجنات حق ... تباح لكل مقدام سليم
ودنا من جبلة وقال له: اثبت يا قاتل أبي لأقتلك به، فقال جبلة: ومن أنت من المقتول؟ ، قال: ولده، قال جبلة: ما الذي حملكم على قتل نفوسكم وأولادكم وقتل النفس محرم؟ ، قال جندب: إن قتل النفس في سبيل الله محمود عند الله، وننال به الدرجة العالية، فقال له جبلة: إني لا أريد قتلك، فقال جندب فكيف أرجع وأنا المفجوع بأبي؟ ! ، والله لا رجعت أو آخذ بثأر أبي أو ألحق به، ثم حمل على جبلة وجعلا يقتتلان، وقد شخصت نحوهما الأبصار، ونظر جبلة إلى الغلام وما أبدى من شجاعتة فعلم أنه شديد البأس صعب المراس، فأخذ منه حذره، وغسان ترمق صاحبها، فرأت الغلام جندبا وقد ظهر على صاحبه وقارنه في الحرب، فصاح بعضهم على بعض وقالوا: إن هذا الغلام الذي برز إلى سيدكم غلام نجيب، وإن تركتموه ظهر عليه، فانجدوه ولا تدعوه، فتأهبت غسان للحملة ليستنقذوه، ونظر المسلمون إلى جندب وما قد ظهر منه، ومن شجاعته وشدته ففرحواا بذلك، ونظر