بعض هواة الزراعة من كبار السن وهم قلة، يذكرون الأبناء والأحفاد وأحفاد الأبناء بما كان علية الآباء والأجداد.
ولكن المقولة التي ذكرها ابن نطوطة عن أهل السراة عموما هي خطأ، قال: "إنهم متى أقاموا ببلادهم، ولم يأتوا بهذه الميرة أجدبت بلادهم، ووقع الموت في مواشيهم، ومتى أوصلوا الميرة أخصبت بلادهم، وظهرت فيها البركة، ونمت أموالهم" ليست صحيحة؛ لأن القبائل المذكورة وغيرها في ذلك الزمان لا موارد لها سوى الزراعة، وتربية المواشي، فهم من أبعد الناس عن الكسل عن مزارعهم، ومصالح معاشهم، بل يتنافسون في الهمة والرجالة في ذلك.
وقوله: "فهم إذا حان وقت ميرتهم وأدركهم كسل عنها اجتمعت نساؤهم فأخرجنهم"! كلك غير صحيح فليس للنساء دور في أمر الرجال بشيء، أو منعهم من شيء، إلا في المشاركة في العمل، وهو أمر يشمل كل أفراد العائلة، ويتعاون الناس القريب منهم والبعيد، ولكن قد يحصل الجدب في بعض المناطق، وتخصب مناطق أخر، وكان من عادتهم المواساة في هذه الظروف، فيحل المجدب على المخصب، وينال خيرا كثيرا، والأيام دول بينهم، ولذلك يقول الشاعر الغامدي في وصف السنة المجدبة في قصيدة طويلة منها:
واشرب الما من آلبيار واتروح قاعا صفصفا*
وا تدهن بسمن البدو والتاجر اتسلط عليه*
واندر (?) الساروري وَيْلَ (?) التهامي يدوِّرْ للمعوشة*
والتهامي نبيِّح ميرته واطلعه وَيْلَ (?) السراة*