إلى عسير تتمتع بما ذكر من الخيرات، فالمحاصيل فيها كثيرة ومتنوعة، وما يزرع في تهامة لا تجود زراعته في السراة، كالدخن، والسيال، والدقسة، والمجدولة، وكذلك المحصيل الشتوية في السراة متنوعة، منها البر "الحنطة" وتسمى "الشوقلي" والعسيرية، والمابية، والعجلانة، والشعير، والعدس الأسمر "البوسن" ومحاصيل الصيف: اللوبية "الدجر" وأنواع الذرة منها: الدفين، والقشاشة، والصفراء، والقريطة، والبسيسة، والبلس "ذرة حمراء" والقذافة، والذرة الحبشية "حب الحاج".

وكانت حبوب البر"الحنطة" والعسيرية ترسل لبيت المال، عن طريق أمراء المراكز، وفي ذلك يقول الشاعر محمد بن حسن المالحي الزهراني رحمه الله، وقد حل عيد الفطر، وكانت الحنطة من أحب ما يقدم طعاما في العيد، مع السمن، والعسل، والمرق، حسب أحوال الناس، ولكون ما نتج من مزارع المالحي ذهب لبيت المال، ولا يملك إلا حب البلس "ذرة حمراء" قال: معتذرا:

إنه يقول المالحي مالبلس (?) عيدي*

حمول الشوقبي راحت لتركي (?) ورادبها (?) *

وكان الناس يفرحون بالعيد، ويقيمون له ألعابا منها: العرضة، واللِّعْب، والمُدْرَيها، ولكل نوع من هذه الفنون لحنه الحاص به، وقول المالحي هذا من لحن المدريها، ومن الألعاب: المباراة في الرماية، وإصابة الهدف "المناش" ومن ألحانهم عندها قولهم: حنا رجاجيل الرماية ... واللي يغمُّض ما يصيب

وقد عشت فترة من عمري في هذا الواقع، وذلك قبل ستين سنة من الآن، وقد تدرج الوضع في التصحر في البيئة والعادات حتى وصل إلى ما هو قائم اليوم، عدا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015