لنا فارسا نتم به ثمانين، فأتوا حمحة بن الحارث بن نافع بن سعد بن ثعلبة بن لؤي بن عامر بن غانم بن دهمان بن مهنب بن دوس بن عدنان، وفيه بيت دوس، فقالوا له: أرسل معنا فارسا من ولدك نغزو حي ضماد سيد آل الحارث.
فقال لهم حممة: وأنا إن شئتم، ثم أرسل معهم رجلا من ولده. وقال لهم صبحوا القوم ولا تغيروا عليهم في الليل فيقتل بعضكم بعضا، ولكن مغلسين إذا عرف بعضكم وجوه بعض، فساروا حتى أتوا بياتا من بني الحارث، في الليل، فوقفوا حتى إذا أضاء الصبح، وقتلوا بني الضماد، وذلك بقنونا (?)، وانصرفوا. كان فيهم ابن الغامدية، وهو جندب بن طريف بن عامر بن عبد الله بن عمش بن معاوية بن رابية بن محارب بن دهمان بن مهنب بن دوس بن عدنان.
وكانت أخت مربان بن سعد الدوسي تحت ضماد بن مسرح، من بني الحارث، فلما أغارت دوس على بني الحارث؛ وهم أبناء العم، قصدها أخوها مربان، فلاذت به، وضمت فخذها على ابنها من ضماد، وقالت: يا أخي اصرف عني القوم فإني حائض لا يكشفي، فنكس سية القوس في ذراعها وقال: لست بحائض؛ ولكن في درعك سخلة من آل الحارث، ثم أخرج الصبي فقتله، وقال في ذلك:
ألا هل اتى أهل الحصين وقد نعت (?) ... خلافتنا في أهله ام مسرح
تركناك لا اهلا تثوب (?) اليهم ... ومالك بالأهجار من متمنح (?)
تركناك ان تذكر علامات أرضنا ... ودون اخيال العقاقير تكلح
ونصرة تدعو بالفتى ويكرها ... برائبة ينفحن من كل منفح
فلما قدم ضماد، ورأى ما صنع بأهله وولده، قطع اذني ناقته. ثم صاح ببني الحارث فأجتمعوا فتغازوا سبع سنين لا يتراجعون ويتناقلون الأشعار، وقيل من ذلك قول