خشيتُ على الأجفان من كثرة البكا ... وخفتُ على الأحشاء أن تتضرما
فرمتُ سُلُواً عن هواها فعاقبني ... من الشوق ما يثني الخلي المصمما
فأمسى عذابي في هواها خللاً ... وأصبح سلواني عليَّ محرما (?).
قلت: صدق عبد الله بن معاوية حين قال:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ... ولكن عين السخط تبدي المساويا
قلت: من قواعد المحدثين عدم قبول قول الأقران بعضهم في بعض، وهم خصوم، رضوا فقالوا أحسن ما علموا، وغضبوا فقالوا أسوأ ما وجدوا، وهذا لسان الدين بن الخطيب رضي عن أقرانه فأجاد مدحهم، ومنهم أبو القاسم الدوسي، وغضب فألف الكتيبة لثلبهم وذمهم، فجيش فكره وسمى نتاجه "الكتيبة" وهذا نظير ما يسمى اليوم بالحرب الباردة، وهي وإن كانت ألفاظا لكنها على الحر أشد من وقع السنان، ولاسيما إذا كانت ألفاظا لا حقيقة لها في الواقع، وهذا حال الكتاب والشعراء، يتغايرون في الرضا والغضب، والله المستهان على قول الحق، وحفظ اللسان.
القاضي شمس الدين، الدوسي، الحنبلي، والد محمد بن محمد (207) وهو غير الرومي، التالية ترجكته، لم أقف على ما يفيد عنه سوى هذا.
(200) محمد بن عمر الدوسي
هو رومي نسب الدوسي ولاءًا، ذكرته بيانا، يروي عن شعبة بن الحجاج، وشعبة مولاً أيضا، روى عنه أبو قلابة الرقاشي (?).
أبو محمد بن أبي لقاسم، أخو محمد بن محمد بن أحمد بن قطبة، ترجمته (206).
محمد بن أحمد بن قطبة الدوسي، الكاتب، الصبي الشاعر، أتى الشعر صبيا، وأستمطر منه حَبيا، وفي كعبته رجبيا، وإن أصبح من كل ما سواه أجنبيا، كأنما ارتضعه من ثدي الخنساء، والأخيلية ذات الكساء، وأمثالها من شعراء النساء، أو: تحساه في الحُسا، مع الإصباح والامسا، فروي من سجله، وأنتظم في سلك الكتاب