من أجله، وشفعت في تقصير أبيه إجادة نجله، وتميز بالهجاء، والسلاح في الأرجاء، فمن شعره:
لأمر ما تُحملت الحمول ... وقلبك في الضلوع له حلول
أخفت العاذلين فحلت عما ... عهدت، وعهد مثلك لا يحول
أم اخترت التصبر عن حبيب ... جميل بان أنت به جميل
أما وأبي لقد رحلت قلوب ... غداة رحيلهم ونأت عقول
وقفت بربعهم ابكي اشتياقا ... وصبري مثل نسمته عليل
أسائل عنهم طللا محيلا ... كلانا بعدهم طلل محيل
كأن الصبر فاض على جفوني ... فكان بربعهم دمعا يسيل
عهدتك ربع أفراح ولهو ... تبشر بالقبول بك القبول
تلوح لنا القباب بها شموسا ... وليس لها إذا أمسى أفول
ويبدو البدر فيها ليس يخفي ... محاسنها صباح أو أصيل
تخاف ظباءها الأسد الضواري ... وتخشى بطشها الصيد القيول
تحل بها اللواحظ والمواضي ... وتختلس المواعد والعقول
فكم صب له سر مصون ... لأدمعه وسلوته مذيل
وكم من عاشق عاصته فيها ... شمول ذِكْر من يهوى الشمول
يكابد وجده ليلا طويلا ... إلى مَن ليل وفرته طويل
ويقنع أن يقال له سقيم ... لكي يحكيه محزمه الضئيل
كأن غرامه وقف عليه ... فليس إلى السلو له سبيل
وتجرح وجنتيه شهود دمع ... عدول للكرى عنها عدول
وكم من شادن أحوى غرير ... يغر الناس منظره الجميل
إذا ما تنسمه مشوقا ... يضل سلوه طرف كحيل
ومهما ضل كفرانا محب ... هداه من لواحظه رسول
جواد حين تسأله نوالا ... ولكن بالوصال لنا بخيل
قنعت وإن نقعت به غليلا ... كذاك الحر يقنعه القليل
كأن وصاله العيوق عزا ... فليس له لمن يهوى وصول