هريرة، فقلت: وما حدثكم أبو هريرة؟ "، فقال: "حدثنا الليلة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثين: أما أحدهما فزعم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال": «لا يدخل الجنة ولد زنية» (?).
وليس المراد المولود من نكاح زنى، بل المراد الزاني نفسه؛ قال الطحاوي رحمه الله: قيل لمن قد تحقق بالزنى حتى صار بتحققه به منسوبا إليه، وصار الزنى غالبا عليه: أنه لا يدخل الجنة بهذه المكان التي فيه ولم يرد به من كان ليس من ذوي الزنى الذي هو مولود من الزنى (?).
قلت: والحديث الثاني أخرجه النقاش (?) بسنده إلى الحسن بن عمرو، عن مجاهد قال: نزلت على عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد، فاحتبس ذات ليلة، ثم جاء، فقال: عشيتم ضيفكم؟ قالوا: انتظرناك، قال: شغلني أبو هريرة، قلت: وما حدثك أبو هريرة؟ قال: حدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «كان رجل في بني إسرائيل، يقال له: جريج، وكان في صومعته، وكانت راعية تأوي إليه، وكانت أمه تأتيه في الأيام، فإذا سمع صوتها قطع صلاته، وكلمها، فجاءته مرة فدعته، فقال: اللهم صلاتي ووالدتي، فلم يجبها، فقالت: اللهم إن كان يسمع صوتي، ثم لا يجيبني فلا تمته حتى ينظر في أعين المومسات، يعني ـــ الزواني ـــ وكان في قوم ينكرون الزنا، فحملت الراعية، فقيل لها: ممن ولدت؟ قالت: من جريج الراهب، فأتاه قومه، فدعوه، فقال: اللهم صلاتي وقومي، فجعل لا يجيبهم، فلم يدعوه حتى استنزلوه، فقالوا: إن هذه تزعم أنها ولدت منك؟ قال: فضحك، ثم توضأ وصلى ركعتين، ثم مشى قِبل الصبي، فوضع عليه يده، فقال: من أبوك؟ قال: فلان الراعي، كان يأوي الليل إلى الدير معها، فقال له قومه: إن شئت بنيناها لك من ذهب وفضة، قال: لا حاجة لي بذلك، قيل: فمم ضحكت؟ قال: ضحكت أن والدتي دعت الله أن لا يميتني حتى أنظر في وجوه المومسات»