فوالذي نفسي بيده، إنه ليتجلجل إلى يوم القيامة» اذهب أيها الرجل إلى يوم القيامة (?).
وتواعد الناس ليلة من الليالي إلى قبة من قباب معاوية فاجتمعوا فيها، فقام أبو هريرة فحدثهم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أصبح (?)،
قال أبو هريرة لمروان حين أرادوا يدفنون الحسن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والله ما أنت بوال، وإن الوالي لغيرك، فدعه، ولكنك تدخل فيما لا يعنيك، إنما تريد بهذا إرضاء من هو غائب عنك" ـــ يعني معاوية ـــ فأقبل عليه مروان مغضبا فقال: "يا أبا هريرة إن الناس قد قالوا: إنك أكثرت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحديث، وإنما قدمت قبل وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بيسير"، فقال أبو هريرة: "نعم، قدمت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر سنة سبع، وأنا يومئذ قد زدت على الثلاثين سنة سنوات، وأقمت معه حتى توفي، أدور معه في بيوت نسائه وأخدمه، وأنا والله يومئذ مقل، وأصلي خلفه، وأحج وأغزو معه، فكنت والله أعلم الناس بحديثه، قد والله سبقني قوم بصحبته والهجرة إليه من قريش والأنصار، وكانوا يعرفون لزومي له فيسألوني عن حديثه، منهم عمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير، فلا والله ما يخفى عليّ كل حديث كان بالمدينة، وكل من أحب الله ورسوله، وكل من كانت له عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منزلة، وكل صاحب له، وكان أبو بكر صاحبه في الغار، وغيره قد أخرجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يساكنه" يعرض بأبي مروان الحكم بن العاص.
ثم قال أبو هريرة: "ليسألني أبو عبدالملك عن هذا وأشباهه، فإنه يجد عندي منه علما جما ومقالا".
فوالله ما زال مروان يقصر عن أبي هريرة ويتقيه بعد ذلك، ويخافه ويخاف جوابه. وفي رواية: أن أبا هريرة قال لمروان: "إني أسلمت وهاجرت اختيارا وطوعا، وأحببت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حبا شديدا، وأنتم أهل الدار وموضع الدعوة، أخرجتم الداعي من