- صلى الله عليه وسلم -؟ " (?)، وما هذا من عمر - رضي الله عنه - إلا ليعلمهم هذه السنة العظيمة، في تعظيم القول على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإن كانوا عنده عدولا، وقد أذن بالرواية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها، ثم بلغها عني، فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه» (?)، وممن استكثر حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت: "أكثرت الحديث عن رسول الله، يا أبا هريرة؟ ! " قال - رضي الله عنه -: "إني والله ما كانت تشغلني عنه المكحلة والخضاب" ولكن أرى ذلك شغلك عما استكثرتُ من حديثي" قالت رضي الله عنها: "لعله" (?).
هذا جوابها رضي الله عنها، أي: فعلا لعل ذلك شغلني، ولم تعنف أباهريرة على مقالته، والحق معه فأمهات المؤمنين عموما لا يحضرن كل المجالس مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن هنا استكثر أبو هريرة من كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وحصّل ما لم يحصله الكثيرون من الصحابة - رضي الله عنهم -، فضلا عن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن.
وقد تقدم إليه رجل من قريش فقال ساخرا، وهو في حلة يتبختر فيها: "يا أبا هريرة، إنك تكثر الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فهل سمعته يقول في حلتي هذه شيئا؟ " قال: "والله إنكم لتؤذوننا، ولولا ما أخذ الله على أهل الكتاب ليبيننه للناس ولا يكتمونه ما حدثتكم بشيء: سمعت أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن رجلا ممن كان قبلكم بينما هو يتبختر في حلة إذ خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها حتى تقوم الساعة» فوالله ما أدري لعله كان من قومك" (?)، وفي رواية: بينا أبو هريرة يحدث أصحابه، إذ أقبل رجل إلى أبي هريرة، وهو في المجلس، فأقبل وعليه حلة له، فجعل يميس فيها حتى قام على أبي هريرة، فقال: "يا أبا هريرة هل عندك في حلتي هذه من فتيا؟ "، فرفع رأسه إليه، وقال: حدثني الصادق المصدوق خليلي أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم - قال: «بينا رجل ممن كان قبلكم، يتبختر بين بردين، فغضب الله عليه، فأمر الأرض فبلعته،