أرضه، وآذيتموه وأصحابه، وتأخر إسلامكم عن إسلامي إلى الوقت المكروه إليكم". فندم مروان على كلامه له واتقاه (?).
ذُكر أبو هريرة عن ملازمته لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فشهد طلحة بن عبيدالله - رضي الله عنه - فقال: "والله ما نشك أنه قد سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لم نسمع، وعلم ما لم نعلم، إنا كنا قوما أغنياء، لنا بيوتات وأهلون، وكنا نأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طرفي النهار ثم نرجع، وكان هو مسكينا لا مال له ولا أهل، وإنما كانت يده مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان يدور معه حيث ما دار، فما نشك أنه قد علم ما لم نعلم، وسمع ما لم نسمع" (?).
قال أبو الزعيزعة كاتب مروان بن الحكم: إن مروان دعا أبا هريرة وأقعده خلف السرير، وجعل مروان يسأل، وجعلت أكتب عنه، حتى إذا كان عند رأس الحول دعا به وأقعده من وراء الحجاب، فجعل يسأله عن ذلك الكتاب، فما زاد ولا نقص، ولا قدم ولا أخر (?)، وقد أمّره بعد ذلك على المدينة، وكان أبو هريرة - رضي الله عنه - معتمدا في علمه على ذكائه، وقوة حفظه الممنوح له من ربه - عز وجل - ببركة دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكان يقول: "ما من أحد من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكثر حديثا عنه مني إلا ما كان من عبدالله بن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب" (?)، ذكر العلماء أنه روى (5374) حديثا، والمكثرون من الصحابة ستة: أولهم أبو هريرة، وفي البيتين التاليين ترتيب من أكثر من الرواية عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال النظم السيوطي رحمه الله:
المكثرون في رواية الأثر ... أبو هريرة يليه ابن عمر
وأنس والبحر كا الخدري ... وجابر وزوجة النبي
كان بإمكان أبي هريرة - رضي الله عنه - أن يشتغل بالدنيا، بأي وسيلة مشروعة كالإجارة، والتجارة والضرب في الأسواق، فإن قدومه من دوس بغلام مملوك يرجح أنه لم يكن من