تسألني عن ذلك؟ ، قال: ولِمَ سألتك؟ ، قلت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يومئذ «من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده ن النار» قال: أما إذًا فاذهب فحدث (?).
فكان أبو هريرة - رضي الله عنه - إذا أراد أن يحدث ابتدأ بقوله: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصادق المصدوق: «من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده ن النار» (?).
ولم يكن الموقف من عمر - رضي الله عنه - خاصا بأبي هريرة - رضي الله عنه -، بل كانت سنة عمرية في وجوب التثبت والاحتياط في النسبة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال أبو سيعد الخدري - رضي الله عنه -: كنا في مجلس عند أبي بن كعب، فأتى أبو موسى الأشعري مغضبا حتى وقف، فقال: أنشدكم الله هل سمع أحد منكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «الاستئذان ثلاث، فإن أذن لك، وإلا فارجع» قال أُبي: وما ذاك؟ قال: استأذنت على عمر بن الخطاب أمس ثلاث مرات، فلم يؤذن لي فرجعت، ثم جئته اليوم فدخلت عليه، فأخبرته: أني جئت أمس فسلمت ثلاثا، ثم انصرفت.
قال: قد سمعناك ونحن حينئذ على شغل، فلو ما استأذنت حتى يؤذن لك؟ ، قال: استأذنت كما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فوالله، لأوجعن ظهرك وبطنك، أو لتأتين بمن يشهد لك على هذا.
فقال أبي بن كعب: فوالله، لا يقوم معك إلا أحدثنا سنا، قم، يا أبا سعيد، فقمت حتى أتيت عمر، فقلت: قد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول هذا" (?).
وقد سأل عمر أبو الطفيل عن قول أبي موسى - رضي الله عنهم -، فقال: "يا أبا الطفيل، ما يقول هذا؟ ، قال أبو الطفيل: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ذلك يا ابن الخطاب، فلا تكونن عذابا على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: سبحان الله إنما سمعت شيئا، فأحببت أن أتثبت." (?)، وقد تكرر الموقف مع عدد من الصحابة - رضي الله عنهم - ومنهم أبو الدرداء، وابن مسعود، ووأبو ذر - رضي الله عنهم -، قال عمر - رضي الله عنه -: "ما هذا الحديث الذي تذكرون على رسول الله