الأمان والذمام ونحن في الجاهلية لما غدرنا، فكيف وقد هدانا الله إلى دين الإسلام قال فنزل القوم.
وكان من أمر خالد - رضي الله عنه - أنه جمع إليه خيل المسلمين من أهل الشدة والصبر، ومن شهد معه الزحف، فقسمهم أربعة ارباع: فجعل على أحدهم قيس بن هبيرة المرادي - رضي الله عنه -، وقال له: أنت فارس العرب فكن على هذه الخيل، واصنع كما أصنع، وجعل على الربع الآخر ميسرة بن مسروق العبسي، وأوصاه بمثل ذلك، ودعا عامر بن الطفيل - رضي الله عنه -، على الربع الثالث وأوصاه بمثل ذلك (?).
فلما كان يوم اليرموك شهد فيه الحرب خرج عامر إلى قتال العلج ـــ من فرسان الروم ـــ وهو كأنه شعلة حريق أو صاعقة، وطعن البطريق وكانت قناته قد شهدت معه المشاهد، فاندقت بين يديه وانتضى سيفه وهزه، وضرب به العلج على عاتقه فخالط أمعاءه فتنكس العلج صريعا عن جواده، وأسرع عامر بن الطفيل فرمى به إلى المسلمين وسلمه إلى ولده، وانثنى راجعا نحو الروم وحمل على الميمنة وعلى الميسرة وعلى القلب.
ثم قصد المتنصرة (?) فقتل منهم فارسا ودعا للبِرَاز وخرج إليه جبلة بن الأيهم (?) وعليه درع من الديباج المثقل بالذهب وتحتها درع من دروع التبابعة وعليه بيضة تلمع كشعاع الشمس وتحته فرس من نسل خيول عاد فلما خرج جبلة إلى عامر بن الطفيل قال له: من أي الناس أنت قال أنا من دوس قال جبلة إنك من القرابة فابق على نفسك، وارجع إلى قومك ودع عنك الطمع فقال له عامر: قد أخبرتك من أنا ومن قبيلتي فأنت من أي العرب قال أنا من غسان وأنا سيدها جميعها أنا جبلة بن الأيهم الغساني وإنما خرجت إليك حين نظرت إليك وقد قتلت هذا البطريق الشديد وهو نظير "ماهان وجرجير" في الشجاعة فعلمت أنك كفؤ فخرجت لأقتلك وأحظى عند "ماهان وهرقل" بقتلك فقال عامر بن الطفيل أما ما ذكرت من شدة القوم وعظم