من يده، إذ قد أقبلت جيوش المسلمين وأبطال الموحدين مع الأمير أبي عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه -، كان قد سار من بصرى فوجدوه وقد أخذ "عزازير" في تلك الساعة، فلما نظرت عساكر دمشق إلى جيوش المسلمين قد أقبلت داخلهم الجزع والفزع فوقفوا عن الحملة (?)، ظنوا ذلك مددا للروم.
قال عامر بن الطفيل: "لقد كان الواحد منا يهزم من الروم العشرة والمائة قال فما لبثوا معنا ساعة واحدة حتى ولوا الأدبار وركنوا إلى الفرار وأقبلنا نقتل فيهم من الدير إلى الباب الشرقي فلما نظر أهل دمشق إلى انهزام جيشهم أغلقوا الأبواب في وجه من بقي منهم قال قيس بن هبيرة - رضي الله عنه - فمنهم من قتلناه ومنهم من أسرناه (?).
قال عامر بن الطفيل: كنت عن يمين خالد بن الوليد حين حملوا، وحملت خولة (?) أمامه، وحمل المسلمون وعظم على الروم ما نزل بهم من خولة بنت الأزور، وقالوا: إن كان القوم كلهم مثل هذا الفارس فما لنا بهم من طاقة (?).
قال عامر بن الطفيل الدوسي: كنت مع أبي عبيدة ونحن نتبع المنهزمين إلى طريق غزة، إذ أشرف علينا خيل فظننا إنها نجدة من عند الملك هرقل، فأخذنا على أنفسنا وإذا بالغبرة قد قربت منا، فإذا هي عسكر من ارسلها أبو بكر الصديق وما رأوا أحدا من المنهزمين إلا قتلوه ونهبوا ما معه (?).
قال أبو هريرة: وكانت النوبة في تلك الليلة لبني دوس، والأمير عليها عامر بن الطفيل الدوسي، فبينما نحن جلوس في مواضعنا من الباب إذ سمعنا أصوات القوم وهم ينادون، قال أبو هريرة فلما سمعت بادرت إلى أبي عبيدة وبشرته بذلك فاستبشر وقال: أمض وكلم القوم، وقل لهم: لكم الأمان، قال: فأتيت القوم وبشرتهم بالأمان فقالوا: من أنت؟ ، فقلت: أنا أبو هريرة صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولو أن عبيدا أعطوكم