على رأسي فشجني شجة موضحة فانقلبت على جانبي، فأسرع العبد الي وشدني كتافا واوثقني رباطا، وقال لي: أظنك من أصحاب محمد بن عبدالله ولست أدعك من بين يدي أو يقدم سيدي من عند الملك، فقلت له: ومن سيدك من العرب فقال القداح بن وائلة، وإني عند هذا العبد كلما شرب الخمر حضرني كما ترى والقى علي فضلة من كأسه، فلما سمع خالد بن الوليد كلام عامر بن الطفيل اشتد به الغضب ومال على العبد وضربه ضربة هائلة فجندله صريعا، ونهب المسلمون المال والأغنام والإبل، وقلعوا الحلة بما فيها واطلق عامرا وقال له: أين رسالتي يا عامر فقال: يا مولاي هي فى طرف عمامتي لم يعلم بها العبد، فقال خالد: انطلق بها يا عامر على بركة الله تعالى قال فركب عامر (?).

قال عامر: كنت يوم حرب دمشق في القلب وشاهدنا ما جرى بين خالد و "عزازير" لما ولى هاربا وقصر جواد خالد عن طلبه فوقع في قلبه الطمع وقال كان البدوي خاف مني ومالي إلا أن أقف حتى يلحقني وآخذه أسيرا، ولعل المسيح ينصرني عليه، فلما وقع ذلك في نفسه وقف حتى لحق به خالد وقد جلل فرسه العرق، فلما قرب منه صاح "عزازير" وقال: يا عربي لا تظن إني هارب خوفا منك وإنما أبقيت عليك خوفا على شبابك فارحم نفسك وإن أردت الموت أسوقه إليك أنا قابض الأرواح أنا ملك الموت فعند ذلك ترجل عن جواده وسحب السيف وسار إليه كأنه الاسد الضاري.

فلما نظر "عزازير" إلى ذلك وإلى ترجل خالد زاد طمعه فيه وحام حوله وهم إليه يريد أن يعلو رأسه بالسيف، فزاغ خالد عنها وصاح فيه وضرب قوائم فرسه ضربة عظيمة فقطعها، فسقط عدو الله على الأرض ثم ولى هاربا يريد أصحابه، فسبقه خالد وقال: يا عدو الله إن الذي تسميت باسمه قد غضب عليك واشتاق إليك، وها هو قد أقبل عليك يقبض روحك ليؤديك إلى جهنم، ثم هجم عليه وهم أن يجلد به الأرض، ونظرت الروم إلى صاحبها وهو في يد خالد فهموا أن يحملوا على خالد ويخلصوه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015