اليمامة وابلى بلاء حسنا وسلم ولم يلحقه أذى (?)، فلما كان يوم اليرموك شهد فيه الحرب، فاتفق سياق الرؤ يا فيما ذكر عامر وأنها كانت في اليمامة، واختلف مصيره يوم اليرموك؛ فجندب بن عامر قتل في مبارزة جبلة بن الأيهم، قاتل عامر بن الطفيل والد جندب.
أما عمرو بن الطفيل فلم يقتل، بل قطعت يده، وله قصة مع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، ذكرناها في ترجمته (170) وهذا يؤيد التفريق بينهما، وقد اختلف العلماء في موقع وفاة الطفيل بن عمرو فقيل: في أجنادين، وقيل: في اليرموك، وقيل: اليمامة، والمرجح عندي أنه قتل في أجنادين، وهو يقول: "يا معشر الأزد، لا يؤتين المسلمون من قبلكم"، وإن لم يصدق ظني في اشتباه أمر الرجلين الطفيل وعامر، فهما شخصيتان من دوس، عكَّر صفو التفريق بينهما إهمال فتوح الشام ذكر الطفيل بن عمرو، وكأنها قناعة من الواقدي بأنه قتل في اليمامة، ومما يؤيد التفريق بين الابنين مباروة عامر ومن بعده ابنه جندب جبلة ابن الأيهم، وعلى هذا الفهم فقد قيل عن عامر بن الطفيل: رفيق خالد بن الوليد رضي الله عنهما، فهما صحابيان، وكان عامر أحد أبطال المسلمين أخذه خالد وتوجه يطلب الشام، وقد حدث أن وقع في الأسر، حيث أشرف المسلمون على حلة عامرة، وأغنام وإبل قد سدت الفضاء والمستوى، فأسرع المسلمون إلى الحلة، وإذا براع يشرب الخمر وإلى جانبه رجل من العرب مشدود، فتنبه المسلمون وإذا هو عامر بن الطفيل الذي أرسله خالد، فأقبل خالد بن الوليد مسرعا حتى وقف عليه فلما رآه تبسم وقال: يا ابن الطفيل كيف كان سبب أسرك؟ ، قال عامر: أيها الأمير إني أشرفت على هؤلاء القوم في هذه الحلة وقد أصابني الحر والعطش فملت إلى هذا الراعي ليسقيني من اللبن، فوجدته يشرب خمرا فقلت له: يا عدو الله أتشرب الخمر وهي محرمة؟ ! ، فقال لي: يا مولاي إنها ليس بخمر وإنما هي ماء زلال فانزل كي تراه واستنشق ما في الجفنة فإن كان خمرا فافعل ما بدا لك، فلما سمعت كلامه أنخت المطية ونزلت عن كورها، وجلست على ركبتي أنظر في الجفنة وإذا أنا بالعبد قد طلبنا بعصا كانت إلى جانبه، وضربني